اطلعت كغيري من القرّاء على ما تناولته إحدى الصحف قبل أيام حول إقامة مناسبات ما يسمّى بحفلات الطلاق، ومع اعتقادي بمحدوديتها إلى الآن إلا أن الخوف من تحولها لظاهرة اجتماعية هو ما دفعني لكتابة هذا المقال. ومع الجزم بأن ذلك يعد من مظاهر البذخ والترف إلا أن السؤال المطروح هنا هل هذه الاحتفالات نتاج معاناة وضيق وكرب قضته الزوجة مع زوجها ؟ فلمَ لا يكون العكس هو الصحيح ؟ أليس من بديهيّات التفكير كذلك الأخذ بالاحتمال المناقض ! أليس من الممكن أن يكون الزوج هو من قد لعق الأمرّين مع الزوجة فلم تجد الزوجة عند الطلاق أكثر مكرًا من تنفيذ تلك الخديعة الاجتماعية لإيهام المحيطين والمقربين بأنها هي من أرادت ذلك وأنها تعيش نشوة الفرح لذلك، ولتخفي عنهم جل عيوبها التي ما كان ليحتملها رجل . ثمّ إنّ المرأة التي غلبها شيطانها لتنفيذ تلك الفكرة السخيفة والساذجة وتنفق كل تلك الأموال الطائلة احتفالا بطلاقها هل تكون في العُرف الاجتماعي والديني امرأة يُعتد بها كزوجة صالحة ومربية للأجيال ؟ .. اترك الإجابة للقارئ الكريم . ألم تجد تلك الزوجة التي أنهكها أذى ومشقة الزوج – إن صح هذا الافتراض - طريقة لإظهار مدى غبطتها وسعادتها بالطلاق سوى تلك الطريقة التي تجلب الاشمئزاز ولا تجر المجتمع إلا إلى مزيد من الانحدار ! هل يكون حمد الله وشكره أن أعتقها من ظهراني مثل ذاك الزوج بهذه الطريقة !! ومع ما يصحب تلك الاحتفالات من مظاهر الإسراف والبذخ واللهو فهي بالتالي قد تتحول إلى نقمة تجر أصحابها من قائمين وحضور إلى مزيد من سخط الله عز وجل . وصدق الله القائل ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أنفسكم ويعفوا عن كثير ) ... كفاكنّ مكرًا واتركن للعفو سبيلا !! عبير التميمي