في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين استأنف أوج المشروع التغريبي في مصر , ومن أبرز رموز التغريب مصطفى كامل وسعد زغلول وصاحب كتاب تحرير المرأة قاسم أمين . وكانت المرأة عندهم هي العامل الرئيس للتغريب و التقدم وفق رؤيتهم , بعد ماتم غسل أدمغتهم إبان الابتعاث في فرنسا وبعد العودة مباشرة بدأ الإ نهزاميون ببث سمومهم المشؤومة على مصر ومن ثم انتقلت الأيديولوجية إلى الدول العربية . وتم تأسيس جامعة القاهرة والتى كان الهدف من إنشائها قلب الطاولة على الأزهر وبث الفكر التغريبي بين الطلاب والطالبات بعد الافتتاح الرسمي للجامعة 1908م . المشروع التغريبي في مصر حمل معه جملة من الأفكار العملية , على سبيل المثال سفور المرأة , ومن ثم الانتقال للمؤسسات الدينية وتشويه صورتها والضغوط عليها وإلصاق التهم بأنها حجر عثرة بوجه التطور والتقدم وتهمتها (بالتمسك بحبل سد الذرائع مقدم على جلب المصالح ) وعلماء الشريعة كانوا يرون أن الأمور لم تقف عند الخلافيات فحسب , بل وصلت إلى الهاوية لأن القاعدة صحيحة وصحية في نفس الوقت . = والشريعة طبقت لإخراج العبد من هواه ومحبوباته , وقد آتى المشروع التغريبي أكله وظهر التمرد من الجنسين على الدين وعلى الأخلاق والأعراف وأصبح الصراع والتحول الخطير يأكل الأخضر واليابس . ولكن هل وقف الأمر على الحجاب ؟ لابل أصبح التمرد في رابعة النهار والتفسخ الأخلاقي والمجاهرة بالسفور بدا واضحا والهزيمة النفسية تنخر من الداخل . والطامة الكبرى وقاصمة الظهر في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين إقرار حرية البغاء رسمياً أنا لاأتحدث عن ولاية من إحدى ولايات الدول الغربية بل عن واحدة من أعرق البلاد الإسلامية , ففي إمكان الباغية أن تفتح شقة رسمية مشرعة من الحكومة لمهنة البغاء . هل رأيتم إخواني وأخواتي القراء انتكاس وارتكاس للفطرة كالذي يقدمه أولئك التغريبيون على أنه تقدم ؟ ومع هذه الانتكاسات الفطرية هل ثمة تقدم في هذا البلد الذي جرب قبلنا التغريب قبل قرن ونيف من الزمان ؟ هل أغرق أسواقنا بالمنتجات التقنية بأنواعها وأصبحت مصر للمصريين بسبب التقدم الهائل ؟ أسئلة بلا جواب , بل لازال هذا البلد يعاني الكثير من الفساد السياسي والإداري والفقر ومازال الملايين من أبنائه خارج وطنهم باحثين عن لقمة عيش كريم === ثمة سؤال يحز في نفس المخلصين لمستقبل الأمة , = إلى أين يريد بني ليبرال الهرولة بنا ؟ ألم يعوا من التجارب الفاشلة السابقة ؟ = هل تحققت النهضة على المستوى الديني أو التقني كما يزعمون ؟ لابل تحقق الفساد الأخلاقي والانحطاط , وتخلفنا على المستوى الديني والتقني. = ماذا يريدون من بلاد الحرمين التي شرفها الله بها ! ألسنا محط أنظار العالم الإسلامي أجمع . أليس العجم يقولون عنا نحن أحفاد الصحابة وأجدادنا هم الذين أوصلوا طوق النجاة لهم ؟ لماذا هذا الإنهزام الذي بدأ يدك عرش الأمة ؟ يجب أن نتميز عن غيرنا في تطبيق الشريعة بحذافيرها والسير بالركب مع المحافظة على التشريع الإسلامي مع الحذر عن اتباع الهوى وعمى القلب (إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وفي نهاية المطاف كما قال الأستاذ عبدا لله الداود , البداية عند الليبراليين حول الخلاف على الحجاب وفي النهاية الجنس . عبدالله محمد وائل التويجري [email protected]