قبل الخوض في صلب الموضوع يتوجب علينا توجيه الشكر لمن يستحقه .. أولاً لكل من شارك وساهم في بناء جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ببريدة هذا المعلم المشيد على أحدث طراز سواء يالرأي أو المال ( جعل الله ذلك في موازين حسناتهم ) . ثانياً للقائمين على مغسلة الموتى من متبرعين وعاملين فيها محتسبين مبتغين الأجر من الله ( لا حرمهم الله من خيري الدنيا والآخرة ) . ثالثاً للأمانة ودورها التنظيمي الكبير داخل المقبرة من وضع الرمل ورشه بالماء منعاً لتطاير الغبار وإيجاد مظلة للعزاء وتوفير مقاعد لكبار السن ووضع حواجز تمنع دخول السيارات وقربها للقبور فلهم منا جزيل الشكر والتقدير . أعود لصلب الموضوع وما أنا بصدده فالساحات المحيطة حول الجامع لا تكفي ولا تستوعب السيارات للإزدحام الشديد عند الصلاة على الجنائز مما يضطر معه البعض للوقوف في وسط الطريق أو فوق الأرصفة في مشهد غير حضاري يترتب عليه أخطار قد تكون ( لا قدر الله ) مميتة في حالة اصطدام سيارة مسرعة بسيارة واقفة في وسط الطريق نتيجة تأخر أصحابها كثيرا في المقبرة للعزاء ليتفاجأ بها قائد السيارة ولا يستطيع تلافيها فتحدث الكارثة . وهذه من السهولة بمكان حلها في الوقت الحاضر قبل أن تمتلئ المقبرة ( يا الله حسن الخاتمة ) وتكون الأمور أكثر تعقيداً وصعوبة وذلك باستقطاع ما لا يقل عن 10 أمتار من المقبرة على طول السور الشرقي وإضافتها للطريق على شكل مسارات طولية مفتوحة موازية للطريق لتستوعب أكبر عدد ممكن من السيارات ويمنع قطعياً الوقوف يسارا بحيث يظل مساران على الأقل بلا سيارات واقفة أو الطريق بأكمله . والنقطة الأخرى تحدث داخل المقبرة من ازدحام شديد في المظلة المعدة لتقديم العزاء خاصة في الصيف لصغرها وضيق أبوابها ( عنق زجاجة ) مما يسبب ربكة وفوضى فيختلط الحابل بالنابل ومتلقي العزاء فيهم ما يكفيهم وبحاجة لمن يهون عليهم مصيبتهم لا من يزيد المشقة عليهم . ملاحظة عابرة : لا يخفى على أحد فضل الصلاة على الجنائز والمشي معها إلى دفنها إلى هنا يكتمل الأجر ( بمشيئة الله ) أما ما يفعله البعض خاصة من البعيدين الذين لا تربطهم بذوي المتوفين لا صلة قرابة ولا معرفة ولا جوار من مزاحمة و إصرار على تقديم العزاء لهم في المقبرة فأرى ( والله أعلم ) أن الذهاب والدعاء للأموات أولى وأنفع وأن يقتصر تقديم العزاء على الأقارب والمعارف حتى لا تطول المدة على ذوي المتوفين الذين هم بحالة يرثى لها وبحاجة للذهاب لمنازلهم ليخلوا بأنفسهم ويفضفضوا عن ما بداخلها ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) عبدالله بن محمد التويجري