طالب عدد من أهالى وسكان طيبة الطيبة بضرورة توسعة «بقيع الغرقد « لتستوعب العدد الأكبر كما ناشدوا بتطوير بعض الخدمات التكاملية لتسهيل عملية الدفن وتشييع الجثامين، لافتين إلى ضرورة توفيرعربات نقل لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وإنشاء مظلات واقية من أشعة الشمس بالممرات ومنطقة مراسم العزاء، وكذلك توفير الإضاءات اللازمة مساء بالممرات وحول القبر الذي يتم الدفن به، نظرا للظلام الدامس الذي قد يؤثر على حرمة المكان ويعد بقيع الغرقد بالمدينةالمنورة أبرز المقابر بالعالم الإسلامي حيث تشتهر بتاريخها العريق وفضل الدفن بها جاءت بذلك النصوص الشرعية . (المدينة) وقفت على مطالب الأهالي واستجمعت جملة من الآراء حول توسعة البقيع وإنشاء « مقابر جديدة. وسائل نقل المهندس عبدالحق العقبي قال: يدرك من شارك في تشييع أي جثمان إلى مثواه في بقيع الغرقد وجود مشقة أساسها طول المسافة من موضع الصلاة على الجنازة بالمسجد النبوي الشريف إلى بقيع الغرقد حيث تزيد عن (300) متر، ثم طول المسافة مرة أخرى داخل البقيع إلى القبر تبعا للمساحة الشاسعة والممرات المتعرجة التي تزيد عن (800) متر إذا كان القبر محاذيا للجدار الشرقي، وهو ما أصبحت الحاجة ملحة في البحث عن حلول تسهم في التسهيل والتيسير على الناس ومنها نقل الجثمان في عربات ذات مواصفات مناسبة، أو تصميم مسارات تتحرك يدويا أو آليا، أو تركيب النعش على أرجل متحركة تسمح بدفعه بصورة لا تؤثر في سلامة أو كرامة الجثمان، وبالمثل إيجاد حلول مناسبة لنقل المشيعين من كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من قائمة الحلول الممكنة والمناسبة « . كرامة الموتى الشريف طلال الدعيس طالب بضرورة توفير الوسائل المتاحة والتي لا تؤثر سلبا على حفظ كرامة الموتى والقبور للتسهيل في نقل ذوي المتوفين والمشيعين من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في عملية الدفن وكسب الثواب، مبينا أن عدم قيامهم بذلك يؤثر عليهم نفسيا ومعنويا، خاصة في ظل دعم الحكومة الرشيدة لهم في كافة الأماكن ومطالبتها من كافة الجهات تذليل العوائق التي تقف أمام تلك الفئة، منوها إلى أن بقيع الغرقد يعد أبرز المقابر في العالم الإسلامي وأنه الأكثر حاجة للمتابعة والتطوير عن غيره مرجعا ذلك إلى اقتداء الكثير من الدول بإنشاء مقابرهم على طريقة الغرقد . مسار الجثامين الدكتور محمد أنور البكري قال: إن توسعة بقيع الغرقد بعهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله شملت تنفيذ ممرات لمسار الجثامين والمشيعين لها بشكل منتظم تسير باتجاهي الشرق والغرب ذهابا وعودة داخل مساحة تقدر بأكثر من (180) ألف متر مربع، وهو ما سهل على المشيعين السير براحتهم إلى أطراف البقيع إلا أن إجمالي طول المسافة من موضع الصلاة على الجنازة حتى القبر ومنطقة مراسم العزاء تتجاوز (2) كيلو متر، وهو ما يدعو للوقوف في هذه النقطة وتسهيل هذه العملية .ونوه البكري إلى طول هذه المسافة وحصول المشقة خاصة في أوقات الصيف، وهو الأمر الذي أصبح مطلبا ملحا باستخدام عربات خفيفة ك( عربات الغولف ) أو غيرها تستخدمها إدارة تجهيز الموتى التابعة لأمانة المدينةالمنورة لتسهيل وصول المشيعين من هؤلاء إلى أماكن الدفن والعودة بكل يسر وسهولة . مظلات للممرات الشريف طلال الدعيس تحدث عن أهمية إنشاء مظلات مخصصة بالممرات داخل البقيع للوقاية من أشعة الشمس التي تؤثر على مراحل سير الجثمان وصعوبة سير المشيعين بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهارا، وتدافع البعض أثناء حمل المتوفى إلى مثواه الحميد، وطول المسافة داخل البقيع .وشاركه الرأي المهندس عبدالحق العقبي الذي أبدى دعمه لمقترح إنشاء مظلات مناسبة في البقيع بحيث تصمم بأساليب معمارية فنية عملية تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية وتسهل على الناس مشقة تشييع الجثمان في أجواء الصيف الساخنة والتي تصل فيها درجات الحرارة إلى أعلى المستويات يمكن أن تلحق الضرر بالمشيعين أنفسهم، مضيفا بأن تيسير وتسهيل أمور العباد مقصد أساسي من مقاصد الدين الإسلامي . مراسم العزاء المهندس عبدالعزيز كعكي أشارإلى أن كافة أبناء المدينةالمنورة يطالبون بإنشاء مظلات في المنطقة المخصصة لذوي المتوفى أثناء مراسم العزاء جوار مدخل البقيع، مطالبا بتوسعها لتشمل المدخل بشكل يستوعب عددا أكبر في حال دفن أكثر من متوفٍ في وقت واحد .وأضاف كعكي بأنه يفضل أيضا إنشاء مظلات خاصة بالممرات والطرقات داخل البقيع بشكل يتناسب مع طبيعة المكان، مرجعا ذلك إلى وجوب الرحمة بالمسلمين، ولا يجوز التضييق عليهم في أمر مباح شرعا. كما شدد الدكتور محمد أنور البكري على وضع مظلات خاصة بمنطقة استقبال التعازي مبينا أنه في حال وجود أكثر من جنازة بوقت واحد فإن المنطقة تشهد ازدحاما وارتباكا لأصحاب الجنائز لأن المكان الحالي لا يسع لاستقبال أكثر من (20) شخصا وطالب كذلك بتوفير مظلات بالممرات خصوصا في فصل الصيف وذلك أسوة بما عليه الحال في مقابر المعلاة بمكة المكرمة . إنارة المسارات يقول المهندس عبدالحق العقبي: « الدفن مساء أي بعد صلاتي المغرب والعشاء يثير القلق للظلام الدامس في المكان، وضيق الممرات، ومستوى المقابر في كثير من الأحيان يكون منخفضا أو مساويا للممرات، وهو ما يعرض المشيعين، إما للسقوط أو المشي بمحاذاة القبور أو ربما فوقها دون علم أو قصد»، مطالبا بتوفير أو تصميم نظام للإنارة اللازمة والمناسبة لرفع الضرر عن الناس وتحقيق مقاصد الشريعة في الوقت ذاته. ويضيف الدكتور محمد أنور البكري بأن إضاءة الممرات أو الإضاءة للمشيعين عند القبور يحتاج إلى إعادة نظر بحيث أنها لا تكفي في الوقت الحاضر وبالشكل القائم، مشددا على ضرورة توفير الإضاءة الملائمة عند الدفن لتجنب المشيعين من الوقوف أو المشي فوق القبور الأخرى المجاورة، ولفت البكري إلى وجود عربات متنقلة تحمل الكشافات الضوئية المحمولة الكافية وتتوفر في بعض المقابر بمدن المملكة ومنها مقبرة أم الحمام بالرياض وغيرها . الشريف طلال الدعيس قال:إن وجود الإضاءة اللازمة والخافتة بالممرات يحفظ كرامة القبور بعدم المشي أو الوقوف عليها سواء أثناء سير الجثمان أو خلال دفنه، موضحا أن الأصوات تتعالى أثناء الدفن بالالتفات لوجود قبور جانبية والمطالبة بالانتباه لذلك وهو ما يؤثر على ذوي المتوفى من ضيق المساحة والازدحام فوق قبر المتوفى مما قد يؤدي لسقوط البعض داخل القبر وحصول الفوضى العارمة في المكان .وأوضح الدعيس إمكانية تشغيل الإضاءة في أوقات الدفن ليلا وهي بعد صلاتي المغرب والعشاء وإغلاقها فور الانتهاء وخروج المشيعين من البقيع . توسعة البقيع المهندس عبدالحق العقبي بيّن أن أهالي طيبة وزوارها يحرصون على الدفن ببقيع الغرقد خاصة في ظل النصوص الصريحة التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية بفضل الدفن فيه، مبينا أن حكومة المملكة عملت على توسعته ليستوعب أكبر عدد ممكن من المسلمين من سكان المدينةالمنورة وزوارها، لافتا إلى ضرورة إيجاد توسعة حقيقية بعد دراسات تشمل الفترة اللازمة لتحلل جسد المتوفى، وتقليل مدة دورة الدفن، وإيجاد الحلول البديلة لدفن ضحايا الحوادث بدون البلاستيك الذي لا يساعد على تحلل الجسد واختيار النوعية المناسبة لتربة الدفن . ويضيف المهندس عبدالعزيز كعكي : إن توسعة البقيع من الأمور الهامة خاصة أنه فرصة سانحة في الوقت الراهن لعدم وجود مبانٍ أو إشغالات شرقي البقيع وهي الجهة الوحيدة الممكنة لإجراء التوسعة . رد الأمانة أجرت اتصالا هاتفيا بالمهندس صالح قاضي أمين منطقة المدينةالمنورة المكلف والذي طالب بإرسال كافة الاستفسارات عبر وسائل الاتصال المتاحة مع إدارة العلاقات العامة والإعلام بالأمانة للإجابة عنها، وقامت « المدينة « بإرسال الاستفسارات المتعلقة بالموضوع إلا أنه لم يتم الرد على التساؤلات وفي السياق ذاته رفض مدير إدارة التجهيز بأمانة المدينةالمنورة المهندس ظافر الشهري الرد على أي من تساؤلات « المدينة «، مبينا مطالبة المسؤولين بالأمانة بعدم التصريح لأي وسيلة إعلامية، وطلب الشهري العودة لأخذ الإذن من إدارة العلاقات العامة والإعلام ليتمكن من الإجابة عن الاستفسارات المقدمة له . العبيكان : لا موانع شرعية من عربات النقل وإضاءة الممرات وتظليلها أوضح الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار بالديوان الملكي في تصريح ل» المدينة « أنه لا يوجد أي مانع شرعي في إيجاد وسائل نقل خفيفة ك» عربات الغولف « داخل المقابر تخصص لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وللعامة، خاصة وأنها إذا استخدمت في تسهيل أمور العبادة والشريعة للمسلمين ومنها المشاركة في التشييع والدفن .ولفت العبيكان بأنه يستحسن وضع الإضاءات المكثفة المتنقلة حول القبر الذي يتم الدفن فيه حفاظا على كرامة القبور الأخرى المجاورة من الدهس أو المشي فوقها بدون قصد أثناء الدفن. مضيفا بأن الشريعة الإسلامية تشير إلى التيسير في كافة الأمور المباحة .ونوه المستشار بالديوان الملكي في حديثه إلى طريقة إضاءة ممرات بقيع الغرقد بالمدينة المنورة، مؤكدا بأنه يجوز إضاءة الممرات ليلا للمصلحة العامة، مؤيدا في الوقت ذاته الاقتراحات المقدمة بإنشاء مظلات وسواتر بالممرات ومنطقة التعازي .وطالب العبيكان في حديثه بأن تسارع أمانة المدينةالمنورة بإنشاء مقبرة أخرى بأطراف المدينةالمنورة تفاديا لازدحام الغرقد مستقبلا . تباين في الآراء حول استحداث “مقبرة جديدة” بخلاف الغرقد تباينت الآراء حول مقترح إنشاء مقبرة أخرى غير الغرقد في أطراف المدينة تكون مخصصة لغير المهتمين بالدفن في البقيع وانتقد المهندس عبدالعزيز كعكي المقترح لعدم وجود فوارق بين سكان المدينة من أهلها أو المقيمين بها أو زوارها مطالبا بالتوسعة كحل جذري لبقيع الغرقد لما له من فضل يتوارثه الجميع من أهالي المدينةالمنورة وغيرهم. بينما أيد الشريف طلال الدعيس إنشاء مقبرة أخرى بأطراف المدينةالمنورة تكون لعدم المهتمين بالدفن في بقيع الغرقد أو للمقيمين والزوار الذين قضوا أياما عديدة وشهورا بعد وفاتهم في ثلاجات الموتى ولم يتم العثور على ذويهم أو التمكن من الاتصال بهم وطلبوا دفنهم بالمدينة بغض النظر عن البقيع أو مقبرة أخرى.