البارحة ( لم يطلْ ليلي ولكن لم أنم ) ، انتفاءُ النوم لم يكن بسبب ( طيفٍ ألم ) ، بل بسببِ ( التأمل ) في الإنسان و( صوره ) المتغيرة ..! يخطئ من يظن أن ( صورة ) الإنسان حالة ثابتة لا يمكن أن تتغير أو تتبدل ، سأعرض عليكم بعض الصور التي خرجتُ بها من ( تأملٍ ) قضيتُ معه ليلتي .. صورة أولى : قد نرى إنسانًا يغطُّ ضميره في نومٍ عميق ، فنجزم ألاّ صحوةَ له تُرجى ، وفي ظلام ليل يأسنا نجده قد استيقظ من نومه وصحا الصحوة التي لا يجد النوم بعدها إليه سبيلاً ..!..! لماذا ..؟! لأنه وجد من ( يلكزه ) بعصا النصيحة الصادقة فتحول إلى الحالة المضادة بسرعة تفوق سرعةِ الضوءِ ..! صورة ثانية : قد نحكم على إنسانٍ بأنه مجردٌ من ( العواطف ) ، ولا يمكن أن يأتي اليوم الذي نراه فيه يهذي بالحب ، وفي لحظةٍ نجد عواطفه انفجرت بسيلٍ يضاهي في قوته ( سيل العرم ) ، فيأخذ كل من يحاول اعتراضه ..! لماذا ..؟! لأنه وجد من يثير عواطفه بلونٍ أحمرَ كذاك الذي يستخدمه الإسبانيون في إثارة ما يمتعهم في رياضتهم المفضلة ..! صورة ثالثة : إنسان لا نعرف عنه إلا السير في طرق ( الخطأ ) ، نراه قد استلم طريق ( الصواب ) ، وفيه ( دَرْهَمَ ) لا يلتفت إلى خلفه ..! لماذا ..؟! لأنه وفِّقَ فيمن يأخذ بيده ويُمسِكَهُ الطريقَ الآخر ..! الصور كثيرة ، سأكتفي منها بالثلاث السابقة ، وأجزم أن فيها ما يثبت تغير صورة الإنسان وتبدُّل حالته السلوكية إلى الضد باستثاراتٍ بسيطةٍ من طرفٍ آخر..! ليتني أكون ذلك الطرف الآخر وليتكم تكونون حتى نعكس ( صور ) أنفسنا ( السلبية ) ونقلبها من الضد إلى الضد ..! لن يكلفنا ذلك كثيرًا ، فما نحتاجه ليس أكثر من روحِ المبادرة ..!