ربي لطيف وبعباده رفيق وهو الرحيم الودود ... سبحانه لا راد لقضائه ولا اعتراض على تدبيره .. هو الذي خلقني فهو يهدين وإذا مرضت فهو يشفين ... لا بأس عليك يا والدي طهور إنشاء الله لقد أدمعت العيون وهيجت الفؤاد وأرعشت الأطراف لقد تحول الفكر وتشتت الخاطر كنت أمام العين وهي تنظر إلى البيت الحرام وكنت على اللسان وهو يلهج بالتلبية ..وكنت في القلب الذي في عرفات الله إليه يلجأ ... كم سكبت من اجل مرضك الدموع ... وارتفعت إلى الله في الأسحار الدعوات كنت في البيت سراجا وضاء ننظر إليك لكي نستمطر الرحمات من الرحيم الرحمن أنت باب الجنة في ارض الله وفي رضاك يرضى الله لقد كان مرضك صاعقا لقلوبنا وشديدا على محبيك ...ومؤثرا على الأحفاد قبل الأبناء .. كم اشتاقت من اجل رؤيتك العيون غير أنها وهي تراك لا تحتفظ بالدموع ..كان جناحك في المستشفى يكتظ بمحبيك وزائروك فأقول في نفسي الحمد لله الذي جعل لوالدي من المحبة في قلوب الناس ما تقر له العيون والله سبحانه إذا أحب عبدا حبب إليه عباده وتلك عاجل بشرى المؤمن .. لم تكن تلك الوعكة بالشيء الهين على نفوسنا ولم نكن نشتاق للبيت ودخولها كما كنا نشتاق من قبل لماذا..؟؟ لأننا إذا دخلنا إلى البيت لا نجد من به نحتفي ومن جميل كلامه نستقي ومن عذوبة توجيهه نرتوي .. كنا نحسب الدقائق قبل الساعات شوقا للقائك وتفاؤلا بعافيتك ..ها أنت تغادر المستشفى وان كانت لك متابعة غير أننا بلطف الله نفرح والى جميل فضله نتطلع وكلنا أعضاء وعروقا فداء لمن كان بعد الله سببا في الوجود وقلبا في الحنان ويدا في الكرم وعينا في الشفقة ونورا في الطريق وإبداعا في التوجيه ونبراسا في التربية وعطرا في المجالسة وقنديلا في الأفراح وبلسما في الجراح أنت من علمنا أنت من ربانا أنت من أدبنا أنت من بحضنه ارتمينا فوجدنا منه الأنس وفيه الاطمئنان أنت والد لكنك لست كأي والد أنت أب لكنك لست كأي أب قائدا للصلاة مؤدبا في المجالس مؤنسا في الوحشة مصححا للخطيئة لا وأكثر من ذلك من كان السبب في وجودنا في زواجنا في بيوتنا في ذرياتنا في وظائفنا في تعلمنا في كل شؤون حياتنا إلا الله ثم الوالد .. الوالد .. الوالد.. كيف لا نفديك .. لا وألف لا كلنا فداك يا أبي كلنا عافية لبدنك وعضو من أعضاءك ووالله الذي لا اله غيره لك الجسم ولنا الفناء وهل نجازيك إلا بالجسم وهو قدر المستطاع ولن يعادل خردله أو ذرة أو نقيرا أو قطميرا في ميزان برك غير أنا نستلطفك العذر ونعتذر إلى الله في تقصير تجرأنا عليه أو زلة هفى بها اللسان أو هفوة زلت بها القدمان تجاه الوالد الرحوم الرءوم الكريم فالحمد لله الذي أبدلك بالاعتلال صحة وبالوعكة هناء وعافية وأسأل الله أن يديم العافية ويرفع الضر ويكتب ما مر بك في ميزان الحسنات ... احمد بن سليمان العدل - بريده