مرفأ الصيادين في محافظة أملج..حلم طال انتظاره وتأخر تنفيذه أكثر من عشر سنوات، فمنذ وضع حجر أساس المرفأ عام 1427ه، سعى صيادو أملج لمعرفة الأسباب وتذليل الصعوبات، وألتقوا بكافة المسؤولين المعنيين سواء كان ذلك عن طريق التواصل الكتابي أو المباشر من خلال وسائل الإعلام، لانهاء معاناتهم وتحقيق حلمهم. وبعد طول انتظار لبدء مشروع ميناء أملج القديم، تحول حلم أهالي أملج والصيادين إلى حقيقة موقتا، بعد أن أعلن وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية المهندس جابر الشهري، خلال زيارته لأملج، عن مشروع إنشاء مرفأين بالمحافظة بتكلفة 125 مليون ريال، وهما مرفأ أملج القديم، ومرفأ الحرة، مشتملا جميع التجهيزات، خلال الأشهر القادمة، على أرقى المستويات العالمية للجودة.
وسيتسع مرفأ أملج لعدد 240 قارب صيد وسيخصص للصيادين السعوديين وكبار السن، بينما يتسع مرفأ الحرة بعدد 1400 قارب صيد وسوف تتوفر بالمرفأين جميع المرافق والخدمات اللازمة لعملية الصيد.
وشعر الأهالي والصيادون بفرح شديد، ووجه الأهالي الشكر لسمو أمير منطقة تبوك، الذي تبنى مطالبهم وتابع تحقيقها بضرورة إيجاد مرفأين للصيادين داخل المحافظة وقراها، ولا زال الصيادون في انتظار انجاز المشروع، وتحقيق وعد وكيل الزراعة والثروة السمكية بالمملكة.
تطوير الميناء التاريخي
يحدو صيادو أملج الأمل في سرعة البدء والشروع بميناء أملج الجديد، والذي يعتبر من أهم الموانئ القديمة على طول الشريط الساحلي الغربي، التي كانت تستقبل العديد من السفن الشراعية ومصدر رزق لأهالي محافظة أملج سابقًا وحاضرًا
ويروي ل»المدينة»، سالم السيد «أبو سليمان»، كبير الدلالين ومن أقدم الصيادين في أملج، ان ميناء املج ميناء تاريخي يعود عمره إلى أكثر من 150 عام ورمم مرة واحدة قبل 50 عاما ومع تزايد أعداد الصيادين وزيادة أعداد قوارب الصيد والنزهه أصبحت الميناء في وضع سئ، ففي مواسم عدم السماح بالصيد تصبح الميناء مكتظة بالقوارب، مما يجعل المساحة البحرية تضيق بالميناء حتى ان البعض منها لا يجد له مكانا للرسو وفي أوقات هبوب العواصف والرياح وبسبب تهالك الميناء الحالي نضطر إلى المبيت بالقرب من قواربنا خوفا عليها من تعرضها لخطر الأمواج والغرق. ولكن بعد اعلان المرفأ الجديد للصيادين تحقق الحلم والذي لا زلنا ننتظره بفارغ الصبر حتى تكتمل فرحتنا.
وذكر شيخ طائفة الصيادين العم أمين السنوسي، أن هذا الميناء مصدر ومورد لجميع الأحياء البحرية والمواد الغذائية سابقًا، والتي كانت تجلب من السودان ومصر وغيرهما ويعد شريان أملج الرئيس، لأن هذا الميناء من أوائل المرافئ على سواحل البحر الأحمر ويشتهر بكثرة أعداد الصيادين وإنتاج الأسماك وتصديرها إلى المدن المجاورة.
وقال السنوسي ان هذا الميناء هو الصمام لقلب نابض للصياد وتوجد في الميناء جميع الخدمات، التي يحتاجها الصيادون من سوق السمك المركزي، ومن مصانع الثلج ومحطات البنزين وورش إصلاح المواتير البحرية وصيانة القوارب، كما تقع بجانبه جميع الآثار القديمة الأثرية، التي لازالت موجودة على الطبيعة، والتي تحافظ على بقائها هيئة السياحة والآثار، وإنشاء المشروع يحفظ للصيادين أملاكهم.
واختتم «السنوسي» حديثه أن ميناء أملج يخدم المحافظة والصيادين والأجيال بعد الأجيال، وهذا الميناء هو قلب المحافظة.