صحيفة املج (طلال العنزي – مشاري النجار) اعداد : انس الدريني : المتفكر في السيّر الحضارية للشعوب يدرك قيمة القطع والتحف والمشغولات التراثية بل ويعرف جيدا أنها تمثل انعكاسا معنويا لقيم وعادات عريقة ربما استوقفت شغف المهتم عبر خطوط متعرجة أخذ يتلمسها من خلال إبريق عتيق أو لوحة عريقة لم تكتمل ملامحها.. هنا بالذات يذوب شعور الحنين وتسفر اللحظة عن حب لا يموت للأرض والأهل..
هو ذات الإحساس الجميل الذي يتلمسه رجل التراث في أملج "عبدالمعطي السناني" كلما نفض الغبار عن هذه المحتويات التراثية لتكتب قصة عشقه الأبدي لكل ما له صلة بالتراث ويبدأ رحلته في بناء متحفه الخاص مقدما للمجتمع دورا فعالا من خلال مشاركاته في أغلب المناسبات التي تخص المحافظة مقتطعا من وقته وراحته في سبيل تقديمه صوره مشرفه لمدينته التي يعشق ..
شغفه لتلك الأثريات على الرغم من ضعف إمكانياته المادية جعله يخصص ثلثي منزله لعرض مقتنياته للزوار من داخل وخارج محافظة أملج في الوقت الذي أشار فيه " السناني" ان هيئة الاثار لم تخصص له مقراً كي يقوم بعرض محتويات متحفه .
"صحيفة أملج" إلتقت "أبو عماد عبدالمعطي السناني" في منزله العامر بالحفاوة والترحاب والذي ذكر لنا بدايات عشقه لهذه المهنة والتي بدأت قبل اكثر من 45 عاماً عبر جمع مقتنيات والديه رحمهما الله من الدلال والهدم وكان لوالديه الفضل بعد الله في تشجيعه ومساعدته موضحاً ان في البدايه كان يحمل هم جمع التراث والطلب من الناس وكبار السن الى ان عرف الناس مع مرور الوقت حبه للتراث وهو ما جعلهم يتفاعلون مع توجهه في حفظ هذا التراث عبر تزويده بمقتناياتهم الاثرية .
وعن مشاركاته أشار "السناني" انه تلقى دعوة من هيئة السياحة والآثار العام الماضي للمشاركة في احد المعارض المقامة في العاصمة الرياض والتي شهدت حضوراً كثيفا من الزوار اللذين اشادوا بما حمله معرضه التراثي من مقتنيات قديمة ، كما كان له حضور عبر معرض أقيم إبَّان زيارة خادم الحرمين الشريفين لمنطقة تبوك .
وأضاف : جميع مقنياتي لها مكانة في نفسي لقيمتها المعنوية لدي ولعل من النوادر في معرضي وجود "صحفه" مصنوعه من الخشب عمرها 90 عاماً وحرصي عليها مرتبطاً بجودتها والسبب يعود لاعتزازي بها لأنه لا يوجد في وقتنا الحاضر من يصنع مثل هذه المقتنيات القديمه ، موضحاً ان اقدم قطعه أثرية لديه يعود تاريخ صنعها الى 185 عاما وهي عبارة عن "صحن" من الفضه منقوش عليها تاريخ صنعها وصانعها مشيراً الى انه يحتفظ بأول علم رفع في أملج والذي رفع في إمارة أملج بمبناها القديم حيث ذكر بان المرحوم ناصر القوفي زوده بهذا العلم عندما علم بان لديه متحف يجمع به التراث وكان متحفه حينها عبارة عن "صندقه" من الخشب .
وعن متحفه البحري اوضح "السناني" أن اول من شجعه في الاهتمام في الموروث البحري هو احمد ابو دواس وقام حينها بتزويده بحيوان "البتان" محنطاً ويذكر أنه من يومها وهو مهتم بالتراث البحري وساعده أيضاً تعاون بحارة املج القدامى معه وتزويده ببعض القطع البحرية القديمه مشيراً الى انه شارك بالمعرض البحري بأحد معارض التحليات المقام في جده والتي وجهت له دعوة للمشاركة فيه عن طريق تحلية املج .
وفي ختام حديثه طالب "السناني" هيئة السياحة والآثار بتوفير متحف خاص له كي يقوم من خلاله بتقديم مقتنيات متحفه لجميع الزوار والمهتمين بالتراث مبيناً أنه باجتهاده الشخصي استطاع ان يجمع اكثر من 700 قطعه اثرية واهتم بها وفتح ابواب منزله لأهالي املج وزوارها كي يعلم من يزور أملج تاريخها وعراقتها وأصالتها أمامه منوهاً بتمسكه بتراث الآباء والأجداد وتوريثها لأبنائه من بعده .