يتفاجأ الزائر لمنزل حمود أبو شامة الواقع في حي السليمانية في تبوك، بالكم الهائل من القطع التراثية والأثرية التي تتوزع في أرجاء المنزل، جمعها على مدى أربعة عقود، ومنذ الوهلة الأولى لدخول المنزل يرى الزائر أنواعا من البسط والخروج والمزاود المصنوعة من الصوف تعتلي المدخل المؤدي للمجلس. ويفوح عبق التاريخ من القطع التراثية المعلقة على جدران المنزل كالقرب المصنوعة من الجلد وأدوات تزيين الجمال (الخرج والدويرع)، فيما تصطف على الأرض مجموعة من الرحى والدلال القديمة التي يتجاوز عمرها 50 عاما، ثم يتجه الزائر نحو المجلس الذي ذاع صيته على مستوى المنطقة بأنه (متحف وطني). وبالرغم من مساحة المجلس التي لا تزيد على 30 مترا مربعا، إلا أنه يضم أكثر من 400 قطعة تراثية وأثرية متنوعة، تتراوح أعمارها بين 50 300 عام. وفي المجلس المتحف، مجموعة من البنادق القديمة والسيوف والخناجر التي استخدمت منذ مئات السنين، فيما تتزين الجدران ببعض الملابس القديمة والبسط المصنوعة من الصوف التي يصل عمر البعض منها إلى 80 عاما. أما أرضية المجلس فهي مفروشة بأنواع عديدة من البسط والمساند المصنوعة من الصوف إلى جانب الأشدة المصنوعة من الخشب ويبلغ عمرها 60 عاما، وفي واجهة المجلس يوجد مشب تزين بأكثر من 70 دلة من مختلف الأحجام، إضافة لأدوات صنع القهوة التي كانت تستخدم في الماضي. وحول هذه الهواية، يؤكد الشيخ حمود أبوشامة أنه يعشق جمع القطع التراثية منذ الصغر، وعندما أصبح كبيرا وجد أنها طريقة مثلى للمحافظة على تراثنا الوطني، يقول «على مدى أربعة عقود استطعت أن أجمع أكثر من ألف قطعة أثرية كلفتني نحو مليوني ريال، ووضعت منها ما يزيد على 400 قطعة تراثية في مجلسي الخاص في محاولة لتحويلة إلى متحف». ويضيف أنه وضع ما تبقى من المقتنيات في مخزن لحفظها من التلف، ويفكر حاليا في عمل مزاد علني على مجموعة من القطع التراثية الموجودة لديه ليتيح للآخرين فرصة اقتنائها، في ظل زيادة عدد المهتمين بجمع التراث الوطني وإبرازه في العديد من المواقع داخل تبوك وخارجها. ويشير أبوشامة إلى أن عدد زوار متحفه يتجاوز 20 ألف زائر سنويا، «هنالك هواة ومهتمون بجمع التراث يأتون من خارج تبوك لزيارة المتحف والتعرف على القطع التراثية والأثرية»، ويبدى استعداده التام للمشاركة ببعض مقتنياته في حال أنشئ متحف لمنطقة تبوك مساهمة منه في خدمة المنطقة ودعم السياحة فيها.