بين يدي كتاب "حياة في الإدارة" للدكتور غازي القصيبي – عليه شآبيب الرحمة-.. الكتاب يتناول سيرته الذاتية من مولده إلى فترة سفارته في لندن. والكتاب دسم بالخبرات، ومليء بالأفكار والمقولات الإدارية، ويمكنني تسميتها ب"نظريات" القصيبي الإدارية.. وإليكموها بشيء من الاختصار: يقول القصيبي: في المرحلة الابتدائية يبدأ الإنسان في ممارسة "السلطة" عبر عريف الصف.. وفي المرحلة الثانوية عاين القصيبي "الفساد الإداري" حيث لاحظ أن المدرسين يعاملون الطالب حسب وضعه الاجتماعي. "طبعاً القصيبي درس في البحرين".. وفي مصر رأى "البيروقراطية". * البيروقراطية إذا لم تلجم؛ فإنها تخنق المواطن العادي المسكين.. فالأنظمة المعقدة هي المسؤولة عن الفساد. * القائد الإداري يخطئ خطأً فادحاً عندما يستخدم أسلوباً عنيفاً في سبيل الوصول لأهدافه إذا كان بوسعه استخدام أسلوب الرقة. * منذ أن توليت عملاً له علاقة بالآخرين.. لا أذكر أني نمت ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة واحدة تحتاج إلى توقيع.. فالتوقيع الذي لا يأخذ ثانية يعطل مصالح الناس إلى أيام. * في أمريكا رأى كيف تدار الأمور بسهولة، وقال: أساليب الإدارة لا يمكن نقلها بسهولة فالمنظمة الإدارية مرتبطة بجذورها وتربتها! * ضبط الدوام في العمل ليس معضلة كبرى.. وصول الرئيس في الموعد المحدد يضمن وصول بقية الموظفين، وبقاؤه إلى نهاية الدوام كفيل ببقاء جميع الموظفين، فالذين لا يستطيعون التقيد بالمواعيد، لا يستطيعون تنظيم حياتهم على نحو يجعلهم منتجين بحدٍ عالٍ من الكفاءة. * الذين يعرفون فرحة الوصول إلى أعلى السلم في الوظيفة هم الذين بدأوا من أسفله.. من يبدؤون بأعلى السلم لن يكون أمامهم إلا النزول. * على صانع القرار ألا يتخذ القرار إلا بعد توفر المعلومات الكاملة.. وهي قاعدة لكل مسؤول صغيراً كان أو كبيراً.. تجاهل هذه القاعدة قد يؤدي لكارثة حتى عند رؤساء الدول. * رغبتي في إتقان عمل، لم تعنِ لي رغبتي في التفوق على أي إنسان آخر.. أرى أن هذا العالم يتسع لكل الناجحين مهما بلغ عددهم.. أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر! * إذا كان الوزير يتلقى راضياً المديح عن كل إنجاز، فعليه أن يتقبل راضياً المسؤولية عن كل خطأ.. الوزير الذي ينسب النجاح له، ويعلق فشله على رقبة موظف مسكين لن يحظى بثقة العاملين معه. * هناك ثلاث صفات لابد من توفرها في القائد الإداري الناجح الأولى صفة عقلية خالصة، والثانية صفة نفسية، والثالثة مزيج من العقل والنفس. فالأولى تختص بالقدرة على معرفة القرار الصحيح، والثانية القدرة على اتخاذ القرار، والثالثة القدرة على تنفيذ القرار الصحيح. * من أسرار الإدارة.. افتح المجال أمام الآخرين وسوف يذهلك ما تراه من منجزاتهم. * لا أؤمن بالحلول العاجلة.. لا سبيل للنجاح إلا بالتخطيط الهادئ والتنفيذ الصحيح. وفي الأخير.. ليت – إن كانت تنفع ليت– الجهات الحكومية تقوم بإهداء نسخة من هذا الكتاب إلى كل إداري وقائد ومسؤول.. لعل نظريات "القصيبي" تخفف من حدة البيروقراطية، وتهدئ من شدة بعض المسؤولين، وتخفف من لهب القرارات المستعجلة، التي يحلم بها أصحابها في الليل ثم يعممونها في الصباح! ولكم تحياااااتي _________________________________________________________ كاتب إعلامي للتواصل تويتر: @ALOMARY2008 إيميل: [email protected]