سلط الدكتور إبراهيم بن محمد العواجي الضوء على الجوانب السلبية لدور الإدارة في تحقيق أهداف وسياسات التنمية التي تطمح إليها القيادة العليا للبلاد وذلك في كتابه الذي حمل عنوان «التنمية وعربة الكرو» في 200 صفحة من القطع المتوسط.. ولم يهدف المؤلف كما كتب في تقديمه للكتاب لإبراز دور الإدارة العامة بالمملكة في عملية التنمية المتسارعة واستعراض الأنظمة والهياكل الإدارية والإنجازات الكثيرة التي حققتها بمقياسها الزمني منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله، كما نفى أن يكون الكتاب أعد ليكون مرجعا أكاديميا عن الإدارة بكل تفرعاتها والمفاهيم الإدارية السائدة فهذا شأن الاكاديميين المختصين كما ذكر ، بل استعرض الدكتور العواجي في كتابه عدة محاور هامة كان من أهمها لمحة تاريخية عن الإدارة العامة بالمملكة ودور الإدارة في التنمية والإصلاح الإداري في السعودية والقيادات الإدارية التي كتب عنها بأن نجاح أي عمل لن يتم بدون قائد مؤهل بكل مواصفات القيادة، فالقيادة هي مجمل للنشاطات التي يمارسها القائد الإداري في مجال اتخاذ وإصدار القرارات والأوامر والإشراف المتواصل على نشاطات وممارسات العاملين تحت قيادته، كما تناول المؤلف مراكز القوى الإدارية حيث أكد على أن من أهم المؤشرات على ضعف التنظيم الإداري بالمملكة وضعف الرقابة المؤسساتية المستقلة نمو مراكز القوى داخل الأجهزة الإدارية التي أصبحت تتحكم في التوجهات والقرارات الإدارية، وقد تتكون هذه المراكز من شخص أو عدة أشخاص في موقع أو أكثر من مواقع داخل الجهاز ، وظهورها يأتي ثمرة لضعف التنظيم داخل الجهاز وغموض أو ضعف نظام اتخاذ القرارات أو ضعف قدرات المسؤول الأول، كما تناول الخطط الخمسية التي بدأت في المملكة في عام 1390ه وبلغ عددها تسع خطط وهي خطط شاملة ومثيرة للإعجاب من الناحية النظرية .. وكتب عن الأنظمة والإجراءات والروتين والمركزية والبيروقراطية والإدارة المحلية إضافة إلى التضخم الوظيفي والتعليم والتدريب التقني وأجهزة الرقابة التي قال عنها إن الرقابة على كل عمل ابتداء من الأسرة حتى مؤسسات الدولة هي لازمة وشرط أساسي لضمان استقامة الأمور والالتزام بالأوامر والتعليمات والأنظمة ومنع التجاوزات والمخالفات من كل أنواعها.