رأيت من المناسب ونحن نسمع أن الدكتور غازي القصيبي المتعدد المواهب الوزير والشاعر والدبلوماسي والروائي والكاتب والأكاديمي والإداري البارز خارج الوطن للعلاج أن نتذكره هذه الأيام من خلال عطائه وإبداعه، ولأن من أفضل الكتب التي كشفت «أن الإدارة فن، وأن النجاح فيها إرادة وإبداع وتجاوز للعقبات» كتابه (حياة في الإدارة ) والذي حفل بالعديد من الأقوال والعبر والدروس والعظات الإدارية التي يمكن أن يستفيد منها أي إداري في حياته العملية، وهو ما يكتشفه أي قارئ لذلك الكتاب الإداري القيم الممتع، فإنه يسرني هنا أن أعيد عرض بعض تلك الأقوال والعظات والتي تعتبر بحق قواعد في الإدارة. السلطة بلا حزم تؤدي إلى تسيب خطر، والحزم بلا رحمة يؤدي إلى طغيان أشد خطورة. لا يمكن لأي مؤسسة إدارية كبيرة كانت أم صغيرة أن تعمل بلا انضباط، والحد الأدنى من الانضباط هو الوصول إلى المكاتب في بداية الدوام والبقاء فيها حتى نهايته. القرار الإداري كثيرا ما يكون من صنع الموظف الصغير الذي أعده لا المسؤول الكبير الذي وقعه. الذين يعرفون فرحة الوصول إلى أعلى السلم هم الذين بدأوا من أسفله، والذين يبدأون بأعلى السلم لن يكون أمامهم إلا النزول. الإنسان الذي يعرف نقاط ضعفه يملك فرصة حقيقية في تحويلها إلى نقاط قوة. لا تستحي أبدا من أن تعترف بجهلك وأن تعالجه بخبرة الخبراء. الإداري الناجح على خلاف ما يتصور الناس ليس هو الإداري الذي لا يمكن أن يستغني العمل عن وجوده لحظة واحدة، بل هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا تعود معه للعمل حاجة إلى وجوده. البيروقراطية إذا لم تلجم خنقت المواطن العادي. على الذين يرهبون ردود الفعل كائنا ما كانت أن لا يقوموا بأي عمل كائنا ما كان. القائد الإداري يخطئ خطأ فادحا عندما يستخدم أسلوبا عنيفا في سبيل الوصول إلى أهدافه إذا كان بوسعه استخدام الرقة. لا يجوز لك مهما كانت عواطفك الإنسانية نحو زميل من الزملاء أن تبقيه في موقعه إذا كان بقاؤه يعرض سلامة الآخرين للخطر. لا تخضع لابتزاز الاستقالة، أخبر من يريد الاستقالة أن كل الأبواب مفتوحة. إذا لم يكن للقائد الإداري القدرة على نقل موظف لم يعد قادرا على العطاء من موقعه فمن الأفضل ألا يتصدى للقيادة الإدارية. لا تستحي من أن تعترف بجهلك وأن تعالجه بخبرة الخبراء. محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكارا قديمة هي مضيعة للجهد والوقت. لا تستعمل سياسة (حافة الهاوية) إلا في الضرورة القصوى، ولا تتردد إذا تطلبت الضرورة القصوى استعمالها، وإياك أن تنزلق من الحافة إلى الهاوية. م/ فريد عبد الحفيظ مياجان جدة