وصف عضو مجلس الشورى الأديب المعروف حمد القاضي الفقيد الراحل الدكتور غازي القصيبي بأنه رجل يملك كل معاني الإنسانية التي يعرفها كل المقربين منه، جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها في نادي المدينةالمنورة الأدبي بعنوان: (غازي القصيبي.. قراءة في فضائه الإنساني)، وأدارها سعد الرفاعي وشهدت حضورا كبيرا اكتظت به القاعة الرئيسية في النادي الأدبي. بدأ القاضي محاضرته بسرد لسيرة الراحل العملية وكيف أنه رغم مشاغله الكثيرة إلا أنه كان يحرص كثيرا على علاقاته الإنسانية والاجتماعية. وأضاف: بعد وفاة الأخ والصديق غازي القصيبي تحدث الجميع عن غازي الوزير والأديب والمثقف، بينما غفل الكثيرون عن جوانب مضيئة من حياته العامة وبساطته وتعامله الإنساني مع عدد كبير من المواقف التي تمر به. وبدأ القاضي في سرد نماذج من قصص إنسانية للراحل مستشهدا ببقاء شخص يعمل لدى الفقيد لمدة تجاوزت أربعين عاما، وتساءل القاضي: هل يعقل أن يبقى عامل لدى صاحب عمل طوال هذه المدة إن لم يجد طيب المعاملة طوال فترة عمله. وأضاف: أتذكر قبل فترة طويلة جدا كانت هناك امرأة قام زوجها بهجرها وأخذ أولادها منها فقمت بإرسال خطاب للدكتور غازي القصيبي لمساعدتها، وعلى الفور قام الفقيد بإرسال مبلغ مالي مجز لها كمساعدة، وبعد يومين فقط اتصل بي الفقيد وقال لي لماذا لا نحاول أن نقوم بالصلح بين الرجل وزوجته لكي يعود الأطفال إلى كنف والدتهم، وبالفعل قام الفقيد بإرسال شخص يطلب من الرجل السماح للأبناء بزيارة والدتهم، ولكنه فشل في إقناع الزوج الذي تعنت في موقفه، وما كان من الفقيد إلا أن أخذ عنوان الزوج والذي كان يسكن في أحد الأحياء الشعبية القديمة في الرياض، وعندما قام الفقيد بطرق الباب تفاجأ الزوج بوجود الوزير غازي القصيبي على باب منزله، فبادر بالترحيب به ولم يخرج الفقيد من منزل الزوج إلا بوعد من الزوج بالسماح لأبنائه بالذهاب إلى والدتهم وزيارتها. ويضيف القاضي في الحديث عن إنسانية غازي القصيبي قائلا: لاحظ الفقيد تدن في مستوى أحد العاملين لديه فطلبه، وعندما حضر إليه سأله هل توجد لديك ظروف أدت إلى تدني مستوى أدائك، فقال له الموظف إن زوجتي تعاني من مرض عضال، فقام الفقيد على الفور بصرف مبلغ مالي للموظف وأحضر له موافقة سامية لعلاج زوجته في الخارج وتكفل الفقيد بمصاريف أبناء الموظف طوال فترة علاج زوجته في الخارج. ويضيف القاضي: عندما كان الفقيد وزيرا كان يعمل لديه مستخدما في مكتبه، وبعد أن ترك الوزارة واتجه للعمل سفيرا للمملكة في المملكة المتحدة وبعد سنوات طوال قام الوزير بتزويج ابنته يارا وتفاجأ ذلك الرجل البسيط بوصول كرت دعوة لحضور الزفاف قام بإرسالها الفقيد له، وعندما استقبله يوم الزفاف كان استقباله له مثل استقباله للوزراء والمسؤولين. واختتم القاضي قصص الفقيد الإنسانية عندما كان وزيرا للصحة وقام بزيارة مفاجئة لأحد المستشفيات في المدينةالمنورة وبعد دخوله المستشفى شاهد الوضع السيئ الذي كانت عليه وشاهد منظر الأطفال والنساء في حالة يرثى لها، حيث هم بالدخول إلى إحدى الغرف وأغلق الباب على نفسه ودخل في نوبة بكاء شديدة، وعلى الفور أصدر قرارا بنقل مدير المستشفى وطالب بتصحيح الوضع فورا ونقل المرضى والأطفال إلى مكان أكثر نظافة وعناية، فكان رد مدير الشؤون الصحية أنه من الصعب النقل الآن ولكنه غضب وقال لن أغادر حتى أوفر لهم مبنى بديل، وعلى الفور قام بالاتصال بمعالي وزير الحج آنذاك الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع -رحمه الله - وطلب منه السماح بنقل المرضى إلى بعض المباني التابعة لوزارة الحج والتي لا تستخدمها في تلك الفترة حتى يتم توفير مكان آخر. وبعد ذلك بدأت المداخلات من الحضور والتي شهدت رواية بعض المداخلين لقصص واقعية مرت بهم مع الفقيد الذي قدم الكثير لوطنه وساهم بشكل كبير في إثراء الساحة الثقافية والأدبية بنتاجه الكبير الذي سيظل أرثا تتوارثه الأجيال القادمة. وهنا ننشر الجزء الأول من المحاضرة إضاءة: لم أحتر في حديثي كما احترت وأنا أرغب الكتابة عن الدكتور غازي القصيبي رحمه الله ، لقد تساءلت في نفسي: عماذا أكتب وماذا أدع، فبعض الرجال تحتار عندما تريد أن تتحدث عنه لوفرة جوانب حياته وعطائه كما يقول الأديب أحمد حسن الزيات. من هنا سكنتني الحيرة لكن سأقصر حديثي عن الجانب الإنساني في حياة وعطاء الدكتور القصيبي بوصفه بتقديري هو «مفتاح شخصية الراحل»، وبوصف هذا الجانب لم يكن الراحل يحب التطرق إليه حديثا أو تأليفا أو إعلانا. وقبل ذلك لابد أن أقف وقفات سريعة عند جوانبه الأخرى الإدارية والثقافية من خلال ملامحها الإنسانية حيث لا أستطيع أن أغفل هذه الجوانب ولا أتناولها ثم آتي إلى موضوع ورقتي هذه الليلة. •• لماذا لم يظهر الجانب الإنساني في حياته: • الجانب الإنساني هو أهم سمات شخصيته.. بل هو مفتاحها.. غازي القصيبي «إنسان» بكل دلالات هذه المفردة وحمولاتها، إنه رغم كل ما أحاط به من شهرة وتولى الكثير من المناصب وصعد المنابر متحدثا أو محاضرا أو حاصدا للجوائز بقي «إنسانا» لم يتبدل أو يتغير.. لم تشغله كل هذه الأضواء والمناصب والألقاب عن رسالته في الحياة بوصفه «إنسانا».. هذا الجانب لا يعرف عنه كثيرا كما عرف كونه وزيرا ومثقفا وسفيرا إلخ ... والسبب في غياب أو تغييب هذا الجانب يرجع إلى الدكتور غازي رحمه الله نفسه فهو لا يحب أن يظهر أو يذاع أو ينشر عنه. يروي الدكتور حمد الماجد مدير المركز الإسلامي ببريطانيا فيما نشره بمقاله «شاهد على عصر القصيبي» الشرق الأوسط 13 رمضان 1431ه بقول الكاتب: «رن جرس هاتف مكتبي في المركز الإسلامي بلندن وإذا هو سفيرنا في لندن حينها الدكتور غازي القصيبي، قال لي: «للتو جئت من الكويت بعد أن كرموني هناك ومنحوني جائزة تقديرية ومبلغ ثلاثمائة ألف ريال، وأريد أن أتبرع به لصالح المكتبة التابعة للمركز، فقط أرجوك «يبو معتصم» لا تخلي المبلغ يضيع في متاهة نفقات المركز الإدارية، أريده للمكتبة والمكتبة فقط، ولك بعدها أن تتصرف في شراء الكتب التي تريد». شكرته ودعوت الله أن يتقبل منه. طلب مني حطاب العنزي، المدير السابق لمكتب وكالة الأنباء السعودية، أن أستأذن القصيبي في نشر الخبر، فوافقت، وفي أحد لقاءاتي الخاصة بغازي نقلت له رغبة الوكالة في نشر الخبر، فحانت منه التفاتة سريعة إليّ وكأنما فاجأه العرض، وقال لي: «يا حمد، يفرح الواحد منا أنه وفق لمثل هذه الصدقة، ثم تريدني أن أحرق ثوابها بوهج الإعلام؟ انس الموضوع». فنسيناه، لكنه راح عند من لا يضل ولا ينسى». عجيب أمر إخفائه لأعماله الخيرية فهو رحمه الله لا يكتفي بعدم النشر أو الإشارة إلى شيء من ذلك بل يوصي من يصله عمل خيري منه ألا ينشر أو يشير إلى ذلك، يروي الشيخ عبدالمحسن النعيم إمام جامع المزروعية في الأحساء: أنه كتب له يطلب منه الإسهام بترميم الجامع فبعث إليه ثلاثين ألف ريال مع الإشارة إلى عدم نشر شيء من ذلك رحمه الله . غازي القصيبي هويته «الإنسان» وقد تماهي «الحس الإنساني والخيري» في كافة أعماله ومناصبه ومراكزه وفي تفاصيل حياته كلها. •• الدكتور غازي والعمل الإداري المؤطر بإنسانيته: • لعل هذا الجانب هو الأبرز في مسيرة الدكتور غازي القصيبي سواء عميدا، أو مديرا، أو وزيرا، أو سفيرا، ليس غريبا توليه العديد من المناصب ولكن المدهش هو نجاحه في كل عمل تقلده.. وهذه إحدى مواهبه ومهاراته التي منحها الله إياه. ولعل «حبه لهذا الوطن» هو الذي كان وراء ما حققه من نجاحات بعد توفيق الله وقد صدق عندما قال: «يا بلادا نذرت العمر زهرته لعزها دمت إني حان إبحاري» حقا.. إن حبه لوطنه هو الذي جعله ينجح ويبدع ويتفوق في أي عمل تولاه بدءا من ميادين الصناعة والكهرباء ومرورا بالصحة والمستشفيات ثم المياه، وأخيرا العمل والسعودة. *** لقد كان من منهجه رحمه الله أنه عندما يأتي إلى أي عمل فإن أول ما يحارب «البيروقراطية» فيعطي الصلاحيات لمن تحته، ويكون دوره الإشراف والتخطيط والمتابعة، وكان أسلوبه بالمتابعة مبتكرا فهو يطلب تزويده بصورة من أي خطاب يصدر ليكون لديه تصور عما يتم، ولكي يحاسب أي مسؤول عنده فلا يصدر أي قرار إلا بعد تأن لأنه يعرف أن الوزير سيطلع عليه. جانب آخر فهو إلى جانب ما عرف به رحمه الله من حزم وقوة فهو حريص على إعطاء الحوافز لمن يعملون معه سواء كانت مادية أو معنوية، وهذا يبث «الحراك» في الجهة التي يرأسها.. وأروي هنا قصة «إدارية» حصلت لي معه شخصيا، وهي تجمع بين حزمه في احتفاظه بالقدرات لديه، وفي ذات الوقت حفزهم وتشجيعهم فضلا عن أن في هذه الحكاية جانبا طريفا وهو أمر اشتهر به سواء في أحاديثه أو بعض رواياته رغم الجدية التي هي نهج حياته وسلوكه، هذه الواقعة عندما كان وزيرا للصحة، إذ طلب مني صديق وطبيب فاضل كان يعمل في مجمع الرياض الطبي الشفاعة لدى معاليه لينتقل إلى وزارة الدفاع «برنامج المستشفى العسكري» من أجل إتاحة فرصة الابتعاث المتاحة هناك، فكتبت لمعاليه رسالة شفاعة شخصية وبالطبع لابد أن أثني على هذا الطبيب حيث أشرت إلى أخلاقه وقدرته الإدارية إلخ ... وبعثت الخطاب، وبعد يومين جاءني الرد من معاليه شارحا على خطابي: «أخي: ما دام الدكتور فلان بهذه الصفات فكيف تريدني أن أوافق على نقله». فأفدت الصديق الطبيب بشرح معاليه، وكان رده: «ليتك يا حمد لم تشفع لي» وحتى الآن كلما التقيته ذكرني بهذه الشفاعة الفاشلة لكن الدكتور غازي رحمه الله عوض هذا الطبيب بمنصب ورقاه إلى مرتبة أعلى. •• مبادرة الزيارات المفاجئة والقرارات الفورية: • أتوقف قبل أن أنهي حديثي عن جانبه الإداري لأشير إلى تجربته المتميزة في وزارة الصحة، وهو لم يمض فيها سوى قرابة ثلاث سنوات لكن أنجز فيها بتوفيق الله ودعم الدولة منجزات سواء في بناء المستشفيات، أو تطوير الخدمات الصحية، أو محاربة التسيب في المستشفيات مما كان له مردوده الإيجابي على المرضى، وكان من مبادراته «الزيارات المفاجئة» التي كان لها أثر كبير في تحسين الخدمات علاجا وتنويما، وأذكر له موقفا رواه لي سكرتيره بوزارة الصحة، فقد زار الدكتور غازي المستشفى العام في إحدى المحافظات وعندما وصل إلى المستشفى تفاجأ مدير المستشفى بدخول الوزير عليه، وعندما جلس لديه طلب أن يذهب إلى دورة المياه الملحقة بمكتب المدير.. ثم عاد وبدأ الجولة، وأول ما زار الحمام الخاص بغرفة أول مريض فوجده على وضع مزر صيانة ونظافة وإهمالا، وكان للتو رأى حمام المدير، وإذا هو غاية النظافة والصيانة ثم استمر بالجولة، وعندما عاد من الجولة بدأ حديثه مع المدير وبدأ بالمقارنة بين الحمامين وقسا في حديثه مع المدير.. وعندما عاد إلى مكتبه رحمه الله كان أول قرار تغيير هذا المدير ونقله إلى عمل آخر. أما في وزارة المياه.. فقد يعرف التحدي الذي سيواجهه عند تولي وزارة مياه في بلاد لا أنهار تجري فيها ولا أمطار. ومطلوب أن توفر وزارة المياه لملايين المواطنين والمقيمين الذي يزدادون تماما عاما بعد عام، ولهذا كان همه خيار الترشيد، ومحاربة ثقافة الإسراف.. وأعلن قولته الشهيرة: «إننا بوصفنا بلدا شحيح المياه أمطارا وأنهارا، فإنه يجب أن تكون لدينا حالة طوارئ دائمة لإبقاء شيء من المياه للأجيال القادمة». وأنهي حديثي عن تجربته بوزارة المياه بموقف طريف فقد كتبت مقالا عندما جاء من لندن التي خرج منها خائفا يترقب وذلك بعد صدور الأمر الملكي بتعيينه وزيرا للمياه، وقلت في المقال: لا تحزن على المياه وتوفرها.. فصاحبك الشاعر أعطاك الحل، فلن تلجأ إلى حفر آبار أو إقامة محطات تحلية.. حيث يقول أحد أصحابك الشعراء مخاطبا وواصفا حبيبته: «ولو تفلت في البحر والبحر مالح لأضحى أجاج البحر من رقها حلوا» و«خوش» فهذه الحبيبة محطة تحلية تمشي.. وأذكر رحمه الله أنه هاتفني في ذات اليوم الذي نشر فيه المقال شاكرا وسائلا بسخريته وهو يضحك رحمه الله : « هات هذه الحبيبة يا حمد فإن كانت من الصحراء نوظفها أو من أوروبا فنتعاقد معها». *** بقي في الجانب الإداري محطة العمل.. وهذه فعلا أصعب محطات العمل التي مر بها وهو واقعا حقق فيها الكثير من النجاح، لكن لم يحقق فيها كل ما يطمح إليه وتطمح إليه القيادة في تحقيق الهدف الأسمى في بتوظيف الشباب السعودي والقضاء على البطالة وهو معذور فهذا الهدف مرتبط برجال الأعمال الذي يريد أكثرهم عمالة بأقل السعر دون النظر إلى واجبهم الوطني نحو شباب وطنهم وبأن ما نالهم من خير هو من خير هذا الوطن. لقد بذل واجتهد وزار وحث وتحدث بل وعمل «نادلا» لتحقيق هذا الهدف السامي ولكن لم تأت رياح الإنجاز كما تريد سفن رجال الأعمال. لكن حسبه رحمه الله أن رسخ ثقافة خطورة البطالة وقيمة العمل، وجعل المجتمع كله يحس بضرورة توظيف الشباب السعودي، لقد تعب من هذا العمل بل وأرهقه ليس جسدا بل ونفسا، ولا أنسى هذه العبارة التي تشير بأنه يرى أن العمل مسؤولية وهم وتكليف والتي ختم بها رسالة حميمية بعثها إليّ عام 1429ه وكان يشكو فيها من تحديات هذه الوزارة وعدم تجاوب بعض الأعمال.. لقد قال في نهاية هذه الرسالة عبارة تنبئ عن ألم شديد يسكن وديان نفسي يقول رحمه الله : «إنني أحس أيها الصديق أن كل يوم يمضي عليّ في هذا العمل يستنزف حياتي وسعادتي» وفي آخرها قال: أني أدعو دائما بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس». رحمه الله كان مخلصا ومحبا لهذا الوطن وأبنائه حد الشجن، وكان مترجما ذلك رؤية لا رواية إلى درجة إهداء سنوات العمر. •• الملمح الإنساني في عمله الإداري: • هذا الرجل الذي طالما سمعنا وقرأنا عن قراراته القوية عندما يرى خطأ أو يصدر قرارا من أجل مصلحة العمل والوطن. لكن هذا الجانب الإداري الحازم يقابله جانب إداري تؤطره الرحمة، بل ويغلب عليه الضعف أحيانا.. وبخاصة تجاه فئة من الناس كالمرضى والمحتاجين أو من هم أقل منه مركزا إداريا أو ماليا. روى لي معالي الصديق الدكتور عبدالواحد الحميد نائبه بوزارة العمل مواقف مؤثرة تتخضب بالوهج الإنساني سواء مع المراجعين، أو مع الموظفين وصغارهم تحديدا، فمع المراجعين فإن هذا الرجل القوي يضعف عندما يأتيه رجل كبير في السن أو أي شخص تبدو عليه سيماء الضعف فتجده يوافق على ما يطلبه من تأشيرة أو غيرها دون أن يتأكد من حاجة هذا الشخص لما طلبه فهو يغلب جانب الصدق في طالب الخدمة وجانب الرحمة في قلبه كمسؤول. أما مع الموظفين فهو رغم مسؤولياته يتفقد أحوالهم وأحوال أسرهم ويعايد كل موظف بكرت عليه توقيعه.. بل إنه يرى أن الجانب الإنساني في حياة من يعمل لديه فوق النظام أو بالأحرى يطوع مرونة النظام لمراعاة المنحى الإنساني. يقول الدكتور عبدالواحد الحميد: إنه وضع شرطا في معايير النقل ألزم به اللجنة المسؤولة بالوزارة، فقد وجه اللجنة بأنه إذا كان للموظف ظروف خاصة من مرضية بالنسبة له أو لواحد من والديه أو أي ظرف إنساني فإنه لا يتم نقله من موقعه.. ورغم أن ذلك يخالف بعض اللوائح لكنه يرى أن الرحمة فوق النظام. رحمه الله كما رحم المحتاجين للرحمة.