* بغيته كانت دراسة “القانون الدولي” لكن مرض أخيه نبيل أرجعه إلى في جامعة جنوب كاليفورنيا فاضطر إلى دراسة “العلاقات الدولية”. * على المستوى الروائي يكاد يُجمع المهتمين بأن روايتي «شقة الحرية» و«العصفورية»، هما أهم وأفضل وأشهر ما كتب القصيبي، في حين احتفظ ديوان «معركة بلا راية» بمرتبته المتقدمة بين دواوين الشعر الأخرى، وفي المؤلفات الأخرى * ابتدأت المشاحنات من جانب الوعاظ مع إصداره لديوانه الشعري الثالث «معركة بلا راية» عام 1970، إذ ساروا في وفود وعلى مدى أسابيع عدة، نحو الملك فيصل لمطالبته بمنع الديوان من التداول. [كانت لحظات عصيبة، وموقف مؤلم، هي تلك التي دلف بها الطبيب المعالج لغرفة الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي. عقارب الساعة تشير إلى التاسعة وأربعين دقيقة من صباح الأحد الماضي، ولم يدر بخلد غازي القصيبي الإنسان، وهو يستشعر لحظات الموت أن دخوله لمستشفى الملك فيصل التخصصي بعد تعرّضه لوعكة جديدة أرغمته الدخول إلى المستشفى هي المرة الأخيرة له. يقول أحد الأطباء المعالجين للقصيبي: إنه رجل مؤمن بالقضاء والقدر، وكان لطيفًا جدًّا في تعاملاته. ولقد كانت الأيام الأخيرة لوزير العمل الدكتور غازي القصيبي بعد عودته من رحلة العلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية مليئة بالتفاؤل من نجاح العملية، ولم يترك قلمه وأوراقه التي يدون فيها بعضًا من خواطره إلى أن دقت الساعة العاشرة صباحًا، وكانت لحظات عصيبة على الجميع، حين أعلن الطوارئ في جناح الدكتور القصيبي الذي وافته المنية تلك اللحظات، ولم يعد من الممكن عمل شيء. مات غازي القصيبي. هكذا قالت الممرضة، وهكذا عمّ الخبر خلال دقائق في أروقة المستشفى. ويضيف أحد الأطباء المعالجين للقصيبي: إن وفاة الدكتور غازي جاءت في وقت كانت التحاليل الطبية له تؤكد استقرارًا بسيطًا في حالته الصحية، ولكنه القدر الذي لا يمهل أحدًا. هكذا جاء وصف اللحظات الأخيرة من حياة ومسيرة معالي الدكتور غازي القصيبي وزير العمل. لكنها لحظات فتحت للمتأمل النافذة ليطل منها على السطور الباهرات التي كتبها هذا الإنسان في مسيرته العامرة بالجهد والعطاء المبذول. سيرة امتدت لما يناهز السبعين عامًا، منذ ميلاده في الهفوف في الثاني من مارس من العام 1940م. فماذا في السيرة من سطور. اقرأ إن شئت وأعلم أنه بعد تسعة أشهر من ولادته توفيت والدته، وقد سبقت ولادته بقليل وفاة جده لوالدته يقول غازي: ترعرعت متأرجحًا بين قطبين أولهما أبي، وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّمًا على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم). ولكن، لم يكن لوجود هذين المعسكرين، في حياة غازي الطفل، تأثير سلبي كما قد يُتوقع، بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن "السلطة بلا حزم، تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم، بلا رحمة، يؤدي إلى طغيان أشد خطورة. هذا المبدأ، الذي عايشه غازي الطفل، طبقه غازي المدير وغازي الوزير وغازي السفير أيضًا، فكان على ما يبدو، سببًا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري. إلا أننا لا ندري بالضبط، ماذا كان أثر تلك النشأة لدى غازي الأديب. قضى القصيبي في الأحساء سنوات عمره الأولى. انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم. ونال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها، بل كان يريد دراسة “القانون الدولي” في جامعة أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل، حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة، ولكن لمرض أخيه نبيل، اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا، وبالتحديد في لوس أنجلوس، ولم يجد التخصص المطلوب فيها، فاضطر إلى دراسة “العلاقات الدولية”، أما الدكتوراة ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن، والتي كانت رسالته فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير “حياةٌ في الإدارة”. حياته العملية المناصب التي تولاها • أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 / 1385ه • عمل مستشارًا قانونيًا في مكاتب استشارية، وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة. • عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971 / 1391ه. • مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 / 1393 ه. • وزير الصناعة والكهرباء 1976 / 1396 ه. • وزير الصحة 1982 / 1402ه • سفير السعودية لدى البحرين 1984 / 1404 ه. • سفير السعودية لدى بريطانيا 1992 / 1412ه. • وزير المياه والكهرباء 2003 / 1423ه. • وزير العمل 2005 / 1425ه حتى الآن. أدبه ومؤلفاته يعد الراحل الدكتور غازي القصيبي شاعرًا تقليديًّا في منظور النقاد، وله محاولات في فن الرواية والقصة، مثل (شقة الحرية) و(دنسكو) و(أبو شلاخ البرمائي) و(العصفورية) و(سبعة) و(سعادة السفير) و(الجنيّة). أما في الشعر فلديه دواوين (معركة بلا راية) و(أشعار من جزائر اللؤلؤ) و(للشهداء)و{حديقة الغروب}. وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات (في عين العاصفة) التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية، كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها (التنمية، الأسئلة الكبرى) و(عن هذا وذاك) و(باي باي لندن ومقالات أخرى) و(الأسطورة،،ديانا) و(أقوالي الغير مأثورة) [هكذا ورد النص الأصلي] و(ثورة في السنة النبوية) و(حتى لا تكون فتنة). ذكره معلمه والأديب الراحل عبدالله بن محمد الطائي ضمن الشعراء المجددين في كتابة (دراسات عن الخليج العربي) قائلا: أخط اسم غازي القصيبي، وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه (أشعار من جزائر الؤلؤ) الدم الجديد، وكان فعلًا دمًا جديدًا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدًا، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه وموضوعاته. ويعد كتاب (حياة في الإدارة) أشهر ما نشر له، وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيرًا في لندن. وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفًا. له أشعار لطيفة ومتنوعة ورواية سلمى. كما يعد الدكتور غازي القصيبي من أنشط الشعراء والأدباء العرب من حيث مثابرته على الإنتاج والتأليف والحضور الاجتماعي، بالرغم من تحمله الكثير من المسؤوليات الإدارية، وهذا الدأب والحيوية في مجال الشعر والرواية والبحث والتألق حببه لكثير من المفكرين والمثقفين والقراء وأبعده عن البعض، ومن آخر ما أبدعه قلم الدكتور غازي كتابه الأنيق بعنوان «عن قبيلتي أحدثكم» والدكتور في هذا الكتاب لم يتحدث عن قبيلته الحقيقية جماعة الشاعر جبر بن سيار الذي عاش في بلدته القصب شمال غرب الرياض عام 1120، ولكنه تحدث عن قبيلة أخرى أكثر شهرة من القبائل المعروفة، وهي قبيلة الشعر والشعراء، واعتبر ما كتبه (مقالة) ليته وسع هذه المقالة لتصبح بحثًا كبيرًا تستقبله الجامعات والجامعيون ومراكز البحث في العالم العربي. وقد عرض الدكتور غازي في هذا الكتاب (المقالة) موضوعات بعد المدخل مهمة عن الشعراء الملوك والشعراء الفرسان والشعراء الموظفون الكبار والشعراء «التروبادور» وثورة الموشحات والشعراء الأجراء والشعراء الحرفيون الصغار، وثورة البند المجهولة التي هي أساس الشعر الحر أو شعر التفعيلة قبل ظهور نازك الملائكة والسياب ونزار، وغيرهم من الشعراء الذين اهتموا بالشعر الحر. وتحدث الدكتور عن: القرن العشرين والشعراء الباحثين عن دور وعن ثورة التفعيلة. كما وضع عددًا من الملاحق والنماذج من شعر الموشحات، وكل هذا جهد طيب يشكر عليه الدكتور، ويستحق الاهتمام من الشعراء والنقاد وهواة الشعر ليس في المملكة فقط وإنما في سائر الأقطار العربية. لكن استوقفتني كلمة أو تعليق لأحد الإخوان حيث قال: إن الدكتور غازي حائز على دكتوراة في العلاقات الدولية بل من أوائل من حصل على هذه الدرجة، ومع ذلك لا نرى له أي نشاط يعيده إلى الكتابة السياسية كما كان أيام حرب الخليج الثانية، عندما تحمس بشكل ملفت وأخذ يكتب عموده اليومي في «عين العاصفة» لقد توقف عن الطرح السياسي أو التحدث عن العلاقات الدولية كمحاضر ولم يبد عليه أي اهتمام بما يدور على الساحة العربية والعالمية من مآسٍ وكوارث مع أن الكثيرين ينتظرون منه أن يقول شيئًا، أي شيء! فهل اكتفى الدكتور غازي بالوظيفة كوزير عمل يهتم بمشاكل البطالة والاستقدام والصدام مع التجار وأصحاب الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة، وقد نسي الحديث عن الفكر السياسي، وهو لا يريد الحديث عن نوايا جارتنا النووية على الخليج، وعن موازين القوى العالمية، وأين نحن منها ومصالحنا، وظل يطارد طرفة بن العبد في وقت فراغه في فيافي هجر، وعنترة في رمال القصيم، ويسجل إبداعاته الشعرية والروائية. وأكثر ما أشتهر به القصيبي روايته المعروفه (حياة في الإدارة): ورواية (أبو شلاخ البرمائي)، في هذا الكتاب الكثير من الطرافة، الكثير من المتعة، الكثير من الحقيقة الغائبة، الكثير الكثير من الفائدة الإدارية، الكثير من تاريخ تلك الحقبة من الزمن، الكثير من المتعة، والكثير من أسرار الشخصيات السياسية، الملك فيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعًا. وولي العهد عبدالله (الملك حاليًا) والكثير الكثير من الصراحة. يبدأ كتابه بإهداء الكتاب إلى أبنائه، يارا وسهيل وفارس ونجاد، وأقرانهم في المملكة، وعبر الوطن العربي الكبير. في مقدمة الكتاب يتحدث عن تجربته مع أبيه عندما قال له أن يؤلف كتابًا يتحدث فيه عن حياته، ثم ذكر سبب كتابته لهذا الكتاب. لم يكن الكتاب مقسمًا على فصول وأبواب، كان كله قطعة واحدة، لا فواصل مطلقًا إلا بين المقدمة ومحتوى الكتاب، هذا ماجعله أشبه بالرواية؛ ولكنها حقيقية. في البداية يذكر أن المولود من أول يوم له وهو يتعامل مع الإدارة وحتى آخر يوم له، لابد لنا في هذه الحياة من الإدارة، في أمورنا كلها. يذكر حياته في الأولى في البحرين، عندما كان مع أبيه هناك. في المدرسة الابتدائية؛ الطابور الصباحي، نماذج المدرسين، المدير، يذكر أول قصة له مع الواسطة، عندما رسب في إحدى المواد في الابتدائية، وكان برحمة الواسطة من عداد الناجحين، جرب السلطة في الابتدائية في دور (المراقب) على الطلاب، ثم في الثانوية يذكر الفرق بين المديرين، الحازم والمتساهل، وكيف أن الحزم يؤدي إلى نتائج أفضل، ثم في القاهرة، حيث درس المرحلة الجامعية هناك، في كلية الحقوق، والتقائه بالبيروقراطية لأول مرة، ثم الفساد الإداري. يقول في البيروقراطية: البيروقراطية إذا لم تُلجمْ خنقت المواطن العادي المسكين. وإلى ذلك العهد البعيد يعد إحساسي العميق أن الأنظمة المعقدة هي المسؤولة عن كثير من الفساد. وإلى ذلك العهد البعيد يعود اقتناعي أن السلطة العامة يجب أن تكون في خدمة الناس بدلًا من أن توظف الناس لخدمتها. منذ أن توليت عملًا له علاقة بالآخرين وإلى هذه اللحظة لا أذكر أني نمت ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة واحدة تحتاج إلى توقيع. كنت، ولا أزال، أدرك أن التوقيع الذي لا يستغرق من وقت صاحبه سوى ثانية واحدة قد يعطل مصالح الناس عدة أيام. غازي الشاعر والروائي والكاتب وصفوة القول أنه كان لغازي ميول أدبية جادة، ترجمها عبر دواوين أشعار كثيرة، وروايات أكثر، وربما يعدّ بسببها أحد أشهر الأدباء في السعودية، ويظل رمزًا وأنموذجًا جيدًا لدى الشباب منهم، وكالعادة، فالمبدعين لا بد وأن تحاصرهم نظرات الشك، وتلقى إليهم تهم لها أول لكنها بلا آخر، لا سيما وأن متذوقي الأدب قلة، ومحبي حديث الوعاظ المتحمّسين غالبية، وابتدأت تلك المشاحنات من جانب الوعاظ مع إصداره لديوانه الشعري الثالث «معركة بلا راية» عام 1970، إذ ساروا في وفود وعلى مدى أسابيع عدة، نحو الملك فيصل لمطالبته بمنع الديوان من التداول، وتأديب الشاعر، فأحال الملك فيصل، الديوان، لمستشاريه ليطلعوا عليه ويأتوه بالنتيجة، فكان أن رأى المستشارون أنه ديوان شعر عادي لا يختلف عن أي ديوان شعر عربي آخر، إلا أن الضجة لم تتوقف حول الديوان، واستمرت الوفود بالتقادم للملك فيصل، فما كان منه سوى أن شكل لجنة ضمت وزير العدل ووزير المعارف ووزير الحج والأوقاف، لدراسة الديوان أو محاكمته بالأصح، وانتهت اللجنة إلى أنه ليس في الديوان ما يمس الدين أو الخلق، ولا تمر هذه الحادثة في ذهن القصيبي إلا ويتذكر موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز من هذه القضية، إذ يقول غازي: «سمعت من أحد المقربين إليه أنه اتخذ خلال الأزمة موقفًا نبيلًا، وحث الملك فيصل على عدم الاستجابة إلى مطالب الغاضبين المتشنجة». فيما بعد توالت الإصدارات بين دواوين الشعر والروايات والكتب الفكرية، ومن دواوينه الشعرية: صوت من الخليج، الأشج، اللون عن الأوراد، أشعار من جزائر اللؤلؤ، سحيم، وللشهداء. ومن رواياته: شقة الحرية، العصفورية، سبعة، هما، سعادة السفير، دنسكو، سلمى، أبو شلاخ البرمائي، وآخر إصداراته في الرواية: الجنية. وفي المجال الفكري له من المؤلفات: التنمية، الأسئلة الكبرى، الغزو الثفافي، أمريكا والسعودية، ثورة في السنة النبوية، والكتاب الذي وثق فيه سيرته الإدارية، والذي حقق مبيعات عالية: حياة في الإدارة. وأحدثت معظم مؤلفات الشاعر والروائي والمفكر غازي القصيبي ضجة كبرى حال طبعها، وكثير منها مُنع من التداول في السعودية لا سيما الروايات، ولا يزال فيها ما هو ممنوع حتى هذه اللحظة. وعلى المستوى الروائي يكاد يُجمع المهتمين بأن روايتي شقة الحرية والعصفورية، هما أهم وأفضل وأشهر ما كتب القصيبي، في حين احتفظ ديوان معركة بلا راية بمرتبته المتقدمة بين دواوين الشعر الأخرى، وفي المؤلفات الأخرى، يبقى حياة في الإدارة واحدًا من الكتب التي حققت انتشارًا كبيرًا رغم أن ثقافة القراءة كانت شبه معدومة حينها في المجتمع (نشر الكتاب عام 1998 وهو عام بائس في التاريخ السعودي انخفض فيه سعر برميل النفط إلى أقل من 10 دولارات). وفي الشأن الأدبي، لا تخلو سيرة غازي الوزير من مواقف طريفة تسبب بها غازي الأديب، إذ يروي القصيبي أنه في أحد الأيام إبان وزارته في الكهرباء والصناعة حصل انقطاع للكهرباء في أحد أحياء الرياض، وكان القصيبي يذهب إلى مقر الشركة، ويتلقي الشكاوى الهاتفية مع موظفي السنترال كلما حدث انقطاع، فلما كان ذاك اليوم، وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال الشركة، حادثه مواطن غاضب قائلًا: «قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض»، يقول غازي، « فقلت له ببساطة: شكرًا. وصلت الرسالة! فقال: ماذا تعني؟ قلت: أنا الوزير ! قال: أحلف بالله! فقلت: والله. وكانت هناك لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن تهوي السماعة». رحيل قبل “الزهايمر” ومن المتوقع أن تصدر « دار بيسان « اللبنانية ببيروت قريبًا الرواية الأخيرة للفقيد الروائي غازي القصيبي والتي حملت عنوان “الزهايمر”، وقال الأستاذ عيسى أحوش صاحب الدار: إن القصيبي قد كتب وصحح مسودة الأقصوصة -كما وسمها- بقلمه وراجعها بشكل نهائي، وهي -الآن- في الطريق للقارئ، وتدور حول شخصية (يعقوب العريان) الذي ينسى اسم زجاجة العطر التي اعتاد إهداءها لزوجته التي تصغره بربع قرن؛ فأدرك حينها انفلات التفاصيل الصغيرة من ذاكرته، وأحس أن التفاصيل الكبيرة في طريقها للضياع، وقرر السفر متذرعًا برحلة عمل بينما كانت وجهته إلى طبيبه البروفسور جيم ماكدونالد رئيس مركز «الزهايمر» في جامعة جورج تاون الذي وصف له مصحة خاصة بمشاهير وأثرياء العالم المصابين بمرض «الزهايمر»، أو (صفوة الصفوة) كما وصفهم، ومنهم (باري غولدووتر، ريتا هيوارث، شارتون هيستون، الملكة جوليانا)، وآخرون أشهرهم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، الذي قال عن المرض: إنه مرض جميل حيث تقابل الأشخاص أنفسهم وتظن أنك ترى وجوهًا جديدة كل يوم. القصة جاءت على شكل رسائل يبعث بها السيد العريان إلى زوجته، ولم تستلمها إلا بعد وفاته لا بسبب الزهايمر، بل بنوبة قلبية مفاجئة، وهنا مخرج الحكاية حيث يبعث الطبيب الأمريكي «ماكدونالد» بجميع أوراق السيد العريان ومن بينها الرسائل لزوجته نرمين. والقصة ملأى بالرؤى «القصيبية» الخاصة بمواقفه السياسية والثقافية والاجتماعية غير العابرة. وقد كتب الأقصوصة في «بوك رسائل مسطر» شغلت منه خمسًا وأربعين صفحة بخط يده. وهذا آخر عمل يُصدر له هذا العام. متفرقات • منح وسام الملك عبدالعزيز وعددًا من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية. • لديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين السعودية، وهو عضو فعال في مجالس وهيئات حكومية كثيرة.