شهد تقاطع شارع الستين مع شارع غرناطة، وتقاطع الأخير مع شارع المكرونة بجدة يوم أمس السبت أزمة مرورية خانقة. وكان الغائب الأكبر عند التقاطع الأول رجال المرور حسب صحيفة المدينة وهو ما ساهم في مزيد من الفوضي، مع تجاوزات عديدة لبعض أصحاب المركبات الذين ضربوا بالتعليمات المرورية عرض الحائط، ولم يتقيدوا بالإشارات الضوئية، فيما سار آخرون عكس الاتجاه وقفز البعض فوق الأرصفة في محاولة يائسة للتخلص من الزحام، وهكذا تحول المشهد إلى صورة مصغرة إلى ما يشبه غابة البقاء فيها للأقوى. أما المشهد عند تقاطع شارع غرناطة مع المكرونة فلا يختلف عن سابقه من حيث الزحام وإن كانت محاولات رجلي المرور وعدد من المتطوعين المتواجدين هناك لضبط الأمور جعلت الوضع أفضل قليلا، إلا أن درجة الازدحام الكبيرة لم تمكنهم من السيطرة المطلقة على بعض السائقين غير الملتزمين بالقواعد المرورية، وقد رصدتهم عدسة «المدينة» وهم يقطعون الإشارة أمام ناظر رجال المرور. نصف ساعة في الإشارة وفي محاولة لتحري أسباب الزحام التقينا عددًا من أصحاب المركبات في الموقع لاستطلاع آرائهم، ومنهم بندر المغربي الذي قال: «أقف في الإشارة منذ أكثر من نصف ساعة في زحام خانق، الوضع المروري سيئ جدا ولأول مرة أرى كل هذا الازدحام في هذا المكان بالذات»، مضيفا:»لكن الأزمة المرورية بجدة موجودة بصفة يومية». وأكد أن سائقي المركبات في تقاطع شارع غرناطة مع شارع الستين كانوا يقطعون الإشارة في مشهد «غريب من الفوضى وسط غياب مروري». وزاد: «سلكت هذا الطريق تفاديا لازدحام طريق المدينة اليومي كي أستطيع الوصل لموعدي في الثامنة والنصف، لكن وكما ترى الساعة الآن التاسعة والنصف ولم أصل بعد». زحام بلا حفريات من جانبه استغرب نايف محمد هذا الازدحام الشديد رغم عدم رصده لوجود أي حفريات، مؤكدا أن طريقه للعمل يأخذ من الوقت ربع ساعة في العادة، ويقول:» أنا أقود سيارتي على الطريق منذ أكثر من ساعة ولم أصل بعد». إغلاق نفق التحلية أما سائق التاكسي يوسف الحساني فأشار إلى أنه سمع كلامًا غير مؤكد عن إغلاق نفق تقاطع شارع التحلية مع شارع الستين، مرجحًا أن يكون ذلك هو السبب خلف هذا الازدحام المبالغ فيه، ومضيفًا أن الازدحام أصبح مشكلة مستديمة في جدة، مرجعا الأسباب إلى مشاريع الجسور والأنفاق الكثيرة، وإلى آداب الق يادة المفقودة لدي الكثير من الناس، ضاربًا مثلاً بوقوف بعض المركبات صفًا ثانيًا وقيام بعض السائقين بتجاوز السيارات من أقصي اليمين إلى اليسار أو بالعكس، وتمني أن تنصلح أحوال الحركة المرورية في جدة بعد انتهاء المشاريع. أحمد الجحدلي أحد منسوبي القطاع العسكري يتفق مع سابقيه بأن المشاريع الجاري تنفيذها أحد الأسباب الرئيسة في هذه الأزمة المرورية بجدة، وقال إنه تأخر عن موعد مهمة كان يريد إنجازها قبل الوصول إلى عمله بسبب هذا الازدحام، مشيرًا إلى أن الشخص الذي كان ينتظره تفهم عذره حين أخبره على الهاتف بما يصادفه من أزمة مرورية، وتابع:»أخبرني بأنه يعانى من نفس المشكلة». المرور: نعلن عن أي أعمال إنشائية مسببة للزحام عبر وسائل الإعلام أرجع المتحدث الإعلامي لمرور جدة المقدم زيد الحمزي الزحمة المرورية في جدة يوم أمس إلى إغلاق نفق تقاطع التحلية مع شارع الستين بسبب الأعمال الإنشائية لتصريف السيول التي تقوم بها الشركة المنفذة، مضيفا أن أي أعمال من هذا النوع يتم الإعلان عنها مسبقًا في الصحف لإعلام قائدي المركبات بتفادي مناطق الازدحام. وأشار إلى أن أهمية شارع الستين كطريق حيوي بقلب مدينة جدة تعبره آلاف السيارات يوميًا ساهم في ازدياد الازدحام بهذه الطريقة، وطمأن قائدي المركبات بأن شعبة السلامة وبحسب ما أبلغه المهندس المختص فيها أكدت له انتهاء الأعمال بالنفق في الثانية عشرة من ليل يوم أمس.