أكد فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي إمام الحرم المكي: "أن حفظ القرآن الكريم شرفٌ لا يعدله شرف وعز ورفعة لصاحبه في الدنيا والآخرة، مبيناً أن الخيرية تكمن في تعلم القرآن وتعليمة كما قال ذلك رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وشدد المعيقلي، خلال رعايته للحفل الكبير الذي أقامه مجلس أمناء موارد الجالية الإسلامية بجامع كولون الكبير بهونج كونج اليوم بحضور آلاف المسلمين والعديد من الشخصيات الإسلامية، على أن حافظ القرآن لابد أن يكون ملتزماً بما جاء به القرآن الكريم من أخلاق رفيعة ومعاملة حسنة، بعيداً عما يخالف منهج القرآن الكريم الداعي إلى الوسطية والاعتدال. وأضاف فضيلة إمام الحرم المكي: "أن طلاب تحفيظ القرآن الكريم الذين يحملون في صدورهم القرآن هم من أبعد الناس عن الأفكار المنحرفة التي لا يقدم عليها إلا الجهال الذين ضلوا طريق القرآن". واختتم المعيقلي كلمته سائلاً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين على جهوده المباركة في خدمة العمل الإسلامي في مختلف مجالاته، كما سأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل. بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس مجلس أمناء الجالية الإسلامية بهونج كونج الأستاذ قمر الزمان منهاس كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لفضيلة إمام الحرم على رعايته للحفل وتشريفه، واصفاً الرعاية بالشرف الكبير لمسلمي هونج كونج عموماً. عقب ذلك، ألقى المفتي العام لهونج كونج الشيخ محمد أرشد كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين على عنايته ورعايته للمسلمين عموماً، مؤكداً أن زيارة العلماء والدعاة وأئمة الحرمين الشريفين تمثل الدعم المعنوي الكبير للمسلمين؛ لأنهم يؤدون بزيارتهم رسالة عظيمة وهي رسالة المملكة العربية السعودية راعية الأمن والسلام والإسلام التي تفخر بخدمة المسلمين وتحتضن أقدس بقعتين في الدنيا؛ مكة والمدينة. واختتم المفتي كلمته سائلاً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين كل خير، وأن يبارك في عمره وعمله، كما سأل الله أن يديم الأمن والإيمان على جميع بلاد المسلمين. وكان فضيلة إمام الحرم المكي الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي قد رعى الحفل الكبير الذي أقامته كلية قاسم تويت الإسلامية بهونج كونج، بمناسبة مرور (45) عاماً على تأسيسها، بحضور قناصل الدول العربية والإسلامية، وممثلي الهيئات الدبلوماسية والحكومية بهونج كونج، وأولياء أمور الطلاب، وجمع غفير من المدعوين. وألقى المشرف العام على الكلية كلمة ترحيبية، ليتقدم بعد ذلك ابن مؤسس الكلية علي تويت، والذي استعرض قصة والده في إنشاء نواتها مدرسة صغيرة تغطي احتياجات المسلمين حتى غدت منارةً من منارات العلم في هونج كونج، معبراً عن سعادته البالغة بالمصادفة الرائعة التي جمعت ذكرى التأسيس وزيارة إمام الحرم المكي لتكون فألاً حسناً لقادم الأيام. بعد ذلك، طلب المنظمون من فضيلة الشيخ ماهر المعيقلي، والقنصل السعودي في هونج كونج، الأستاذ عمر البنيان والوفد المرافق لهما، اعتلاء منصة الحفل؛ لتقديمهم للحضور، والتقاط الصور التذكارية، ومن ثم قام مشرف الكلية بتسليم ضيف الحفل الشيخ ماهر المعيقلي هدية رمزية مع ألبومٍ مصوّرٍ يوثق زيارة الشيخ السابقة لمقر الكلية ممهورةً بتوقيعات منسوبيها. وقبل نهاية الحفل، التمس المنظمون كلمةً توجيهيةً من فضيلة الشيخ، الذي بادر مشكوراً بالإجابة، لينساب حديثه نصحاً وتوجيهاً بأسلوب رائع يجمع بين الحكمة واللين، وقد ضمّن كلمته الإشارة إلى الرسالة السامية التي تضطلع بها حكومة خادم الحرمين في دعم المسلمين في كل أنحاء العالم بما يتفق مع روح التسامح بين الشعوب بما يعود بالنفع والخير للجميع. وفي ختام الحفل سلّم فضيلة الدكتور المعيقلي الجوائز للطلبة الخاتمين، كما قدم للأساتذة المعلمين الهدايا التذكارية.