افتتح معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي امس المؤتمر الدولي " الحوار والتعايش السلمي "، الذي تنظمه الرابطة بالتعاون مع مجلس الأمناء لموارد الجالية المسلمة في هونغ كونغ ، بحضور القنصل السعودي لدى هونغ كونغ عمر بن بخيت البنيان , وبمشاركة عدد من العلماء والباحثين وقادة أتباع الأديان والثقافات في هونغ كونغ وشرق آسيا, ويستمر لمدة يومين. وبدئ حفل الافتتاح بالقرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور التركي كلمة شكر فيها مجلس أمناء الجالية المسلمة في هونغ كونغو على تعاونهم مع الرابطة في الإعداد لهذا المؤتمر، والسلطات المحلية في هونغ كونغ والمجلس التشريعي لتسهيلها إقامة هذا الملتقى، متمنياً للجميع التوفيق في بحث هذا الموضوع المهم، سعياً للوصول إلى برامج عملية تعزز العلاقات الإيجابية بين شعوب العالم وحضاراته. وأشاد الدكتور التركي بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – فيما يخدم الإسلام والمسلمين والإنسانية أجمع، ورعايتها لرابطة العالم الإسلامي وجهودها في إشاعة السلام والتواصل مع المسلمين حول العالم. وقال معاليه " إن المستجدات في عالمنا اليوم تتسارع، لتؤكد حاجة كل منا للاستماع إلى الآخر، بعيداً عن التصورات النمطية التي لا تخلو من المعلومات الخاطئة التي لا يصح لأحد أن يركن إليها في عالم المعرفة الصحيح". وأضاف " إن الاختلاف لا يمنع من رؤية الكثير من المسائل التي يتفق عليها عقلاء الأمم، ومنها ضرورة تجنب الصراع الحضاري، والاستعاضة عنه بالحوار الجاد، للوصول إلى تعايش آمن، نواجه به التحديات الكبيرة التي تواجه الإنسانية اليوم"، داعياً قادة أتباع الأديان والحضارات لاستثمار المشتركات الإنسانية والقيم النبيلة التي أودعها الله في البشر في إيجاد برامج عمل مشتركة لمواجهة التحديات التي تقلق عالماً يتأثر كله بما يموج في جوانبه، فتقارب الرؤى، والتوافق على حلول مشتركة لما يعانيه العالم من مشكلات، هو الحل الأمثل للتصدي لهذه التحديات. وبين معاليه أن الرابطة قد تشرفت بالعناية بأهم مبادرات الحوار التي صدرت في العالم الإسلامي، وهي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – للحوار الحضاري، وتوالت أنشطتها منذ عام 2008 م في مؤتمرات جامعة شارك فيها قادة أتباع الأديان في العالم، كما أثروا بآرائهم ثقافة الحوار والتعايش في مؤتمرات مدريد وجنيف وتايبيه وطوكيو وغيرها من الندوات والملتقيات التي أكدت حرص عقلاء العالم على مكافحة الظواهر الإرهابية والمتطرفة، وتأكيدهم على أثر الأديان في ترسيخ القيم المتسامحة، وإقامة الحياة العادلة، وحراسة القيم والفضائل، والتعاون في تحقيق المشتركات الإنسانية. وقال الدكتور التركي " لقد استنكرت رابطة العالم الإسلامي حوادث الإرهاب والتفجيرات في مختلف أماكنها وأوقاتها, وأصدرت في ذلك البيانات وعقدت المؤتمرات, ومن آخر ما أصدرته استنكارها للتفجيرات التي وقعت في بيروت وباريس مؤخرا". وأشار معاليه إلى أن هذا المؤتمر منشط آخر تهدف الرابطة من خلاله إلى استكمال مسيرتها في خدمة السلم العالمي، ونشر ثقافة الحوار ، والتأكيد على دور الدين والواجب المنوط بالقيادات والمؤسسات الدينية في نشر السلم والدعوة إلى التعايش الإيجابي. بعد ذلك ألقى رئيس مجلس الأمناء لموارد الجالية الإسلامية في هونغ كونغ قمر الدين منهاس كلمة أشاد فيها بعلاقات المملكة العربية السعودية مع هونغ كونغ ودعم الجاليات المسلمة فيها, كما شكر رابطة العالم الإسلامي على تنظيمها هذا المؤتمر الذي يوضح وسائل التعايش السلمي بين مختلف الثقافات, مشيرا إلى أن هذا المؤتمر هو أول مؤتمر من نوعه في تاريخ هونغ كونغ. وأكد منهاس أهمية اجتماع وتعاون المسلمين فيما بينهم لمواجهة التحديات التي تواجههم, داعيا لتشجيع ثقافة السلام واحترام الثقافات والحوار الذي يؤدي إلى التعايش السلمي, منوها إلى ضرورة ترسيخ مفهوم الحوار والتعايش السلمي لدى الأطفال والأجيال الناشئة. بعدها ألقى رئيس جامعة هونغ كونغ كلمة شكر فيها رابطة العالم الإسلامي ومجلس الأمناء لموارد الجالية الإسلامية على تنظيم مثل هذا المؤتمر, الذي يدعو إلى تشجيع الحوار والتعايش السلمي بين الثقافات, مشيرا إلى أن جامعة هونغ كونغ جامعة متنوعة وعالمية ويُدرِس فيها معلمين من جميع الديانات والاحترام بينهم متبادل. ثم ألقى رئيس المجلس التشريعي في منطقة هونغ كونغ جاسبر تسانج كلمة شكر فيها رابطة العالم الإسلامي على جهودها المثمرة في تشجيع الحوار من أجل التعايش السلمي بين الناس وعلى حسن اختيارها لهذه المنطقة لعقد مثل هذا المؤتمر الذي يؤكد أهمية الحوار, مشيراً إلى أن المجتمع في هونغ كونغ مجتمع متنوع ومختلف الديانات والثقافات والأعراق ويعيش بسلام ويتجنب الخلافات التي قد تحدث بينهم ويحلها بطريقة الفهم الصحيح والاحترام المتبادل.وفي ختام الحفل تم تبادل الهدايا التذكارية.