روى السفير السعودي لدى اليمن، محمد سعيد آل جابر، تفاصيل إجلاء البعثات الدبلوماسية من عدن، وقصة الصور المنتشرة له وهو يحمل السلاح، وأخرى وهو في طائرة مروحية. وقال السفير: «كانت هناك متابعة دائمة لوضعنا من مقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، وكان الوضع في عدن يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وكنا نتعرض لتهديدات يومية، لكن الهدف كان البقاء لأطول مدة ممكنة، فهذا واجبنا، والهدف دعم الشرعية، والحفاظ على الأمن والسلم في اليمن. ومن هنا كنا نستمد جميع تحركاتنا»، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وأضاف "آل جابر" في اتصال هاتفي: «الحوثيون ليسوا أهل سلام، ومع ذلك فضلنا البقاء حتى تحين ساعة الصفر حين يستلزم خروجنا من عدن، وجاء منسوبو السفارة القطرية إلى مقر السفارة السعودية، ثم تبعهم منسوبو سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد ذلك طاقم قناتي: (الجزيرة)، و(سكاي نيوز)». ويتابع سرده لتفاصيل الإجلاء بقوله: «كانت المتابعة مستمرة من قبل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وكانت الخطة مجهزة من قبل وزارة الدفاع، وبمتابعة مستمرة من وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وكنا مستعدين وقتها بالتنسيق مع قوات البحرية السعودية. وبعد أن وصلت الوفود إلى مقر سفارة المملكة في عدن، تم تجهيز السيارات للخروج.. وطلب منا عناصر قوات البحرية أن يرافقونا خلال مغادرتنا عدن.. وبعدها تجهزنا جميعا للخروج.. ولكن للأسف كانت جميع الطرق الرئيسية مغلقة؛ مما اضطرنا لاستخدام الشوارع الفرعية والممرات بين الأحياء، وكان هناك إطلاق نار كثيف وقتها لكنه لم يكن موجهاً لنا». وأوضح: «3 ساعات تقريباً كانت المدة ما بين الاستعدادات للمغادرة، وحتى وصلنا إلى الميناء»، مضيفاً: «كان هناك متعاونون معنا من القبائل اليمنية والموالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكنا مستعدين لأي حدث دون مفاجأة، لكن الأهم هو سلامة الجميع، وهذه هي التوجيهات التي نعمل بها، فنحن ندعم عملية الشرعية والسلم والأمن، والحمد لله، خرجنا من عدن دون أن يقع هناك اشتباك مع أي طرف». وقبل أن تصل البعثات إلى الميناء اضطر السفير السعودي إلى قيادة عملية وصول البعثات الدبلوماسية آمنة بنفسه إلى حيث توجد القوات الخاصة السعودية وقوات البحرية. وعن الصورة المنتشرة له وهو على متن طائرة مروحية يقول: «هذه الصورة لأن البعثات الدبلوماسية المجلاة وطاقمي: (الجزيرة)، و(سكاي نيوز) كانوا على متن سفينتين وليس واحدة، ولهذا استقللت الطائرة المروحية التابعة للقوات الملكية السعودية مع طاقمها؛ للاطمئنان على من كانوا على متن السفينتين.. أما الصورة الأخرى فهي على ظهر السفينة».