أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض – القطار والحافلات، أن المشروع تخطى مراحله الصعبة، وبدأت معالمه تظهر على السّطح، مطمئناً سكان مدينة الرياض بأنه يسير وفق ما خُطط له، ومشيداً في الوقت ذاته بالدعم الكبير الذي يحظى به المشروع من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، مؤسس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وباني نهضتها الحديثة. وأبدى سموه في تصريح صحافي عقب تفقده اليوم سير العمل في تنفيذ أعمال المشروع، وزيارته لموقع نفق المسار الخط الأخضر من المشروع (محور طريق الملك عبدالعزيز) والذي يجري حفره عبر آلة حفر الأنفاق العملاقة التي اطلق عليها سكان المدينة اسم (ظفرة)، سعادته بما أنجز في المشروع، واصفاً ما شهده خلال الزيارة بالعمل الجبار المبنيّ على خطط متميّزة تساهم في إنجاز المشروع خلال المدة المحددة له دون أي تأخير بمشيئة الله. وأشار سموه إلى أن سير العمل في المشروع يبعث على الاطمئنان في ظل انتقاله من مرحلة إلى أخرى بخطى ثابتة، مبيناً أن المشروع قد قطع ما نسبته 26 في المئة من اجمالي أعماله حتى الآن، ومؤكداً أن وتيرة الإنجاز ستتسارع خلال الأشهر المقبلة بالتزامن مع وصول المشروع إلى مراحل متقدمة سيواكبها ازدياد في أعداد العاملين في المشروع الذين يزيد عددهم عن 31 ألف عامل حتى الآن من بينهم سبعة آلاف مهندس وإداري. وقال سموه: إن الوطن والمواطنين يفخرون بهذا المشروع الجبّار، مثنياً على تعاون المواطنين والمقيمين من سكان المدينة أثناء تنفيذ أعمال المشروع، ومعبراً عن تقديره للدور الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، وما تتمتع به الهيئة والشركات العاملة تحت مظلتها من خبرة ومهنية وجودة ودقة في أداء الأعمال الموكلة إليها. وأشاد سموه بالكفاءات الوطنيّة الشابة العاملة في مشروع قطار الرياض، وهو ما ترك أثراً واضحاً في الكثير من المواقع الحيويّة، مؤكداً تقديره البالغ لما يقدمونه من تميّز يشرّف الوطن، متمنياً أن يظل التوفيق حليفاً لهم. وقال سموه: “لا نكاد نخطو خطوة واحدة في هذا النفق إلا ونواجه شاباً سعودياً، وهذا في حد ذاته يدعو إلى الفخر، ولا ننسى أنهم يعملون في أقسى الظروف وأسوء الأماكن التي يتحملها الإنسان، ويتحملون تلك المشقة والتعب، ونرجو بأن يكون عطاؤهم على قدر مواهبهم التي اكتسبوها في هذا الوطن”. وفور وصول سموه إلى موقع انطلاق آلة حفر النفق “ظفرة” بجوار قاعدة الملك سلمان الجوية، استمع إلى شرح حول التجهيزات والمعدات والتقنيات الحديثة المستخدمة في أعمال النفق، واطلع على إجراءات الأمن والسلامة المعمول بها في المشروع، ونزل إلى أرضية النفق التي يبلغ عمقها 25 متراً تحت سطح الأرض. ثم استقل سموّه مقطورة خاصة إلى داخل النفق الذي يبلغ طول المنجز منه حتى الآن نحو 4.8 كيلومترات في اتجاه الجنوب ضمن مسار طريق الملك عبدالعزيز، والممتد من طريق الملك عبدالله بجوار المقر الجديد لوزارة التعليم، حتى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في وسط المدينة. وخلال الرحلة عبر المقطورة، شاهد سموّه عناصر ومكونات النفق بعد الحفر، والتي تشتمل على قطع الحلقات الخرسانية المحيطة بجدار النفق، التي يجري تصنيعها خصيصاً للنفق في مصنع مجاور ضمن المشروع، إضافة إلى تمديدات الخدمات من كهرباء ومياه، وتجهيزات أنظمة الأمن والسلامة والتكييف، والسير الآلي الذي ينقل تربة الحفر إلى خارج النفق. كما توقف سموه أثناء الرحلة، عند المحطات الخمس التي يمر عبرها هذا الجزء من الخط الأخضر للقطار، والتي تضم كلاً من: (المحطة المجاورة لقاعدة الملك سلمان الجوية، والمحطة المجاورة لمقر قيادة القوات الجوية الملكية السعودية، والمحطة المجاورة للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والمحطة المجاورة لحي الضباط، والمحطة المجاورة لمقر وزارة الدفاع) حيث شاهد سموه لوحات تعريفية بهذه المحطات، واستمع إلى شرح عن حجم هذه المحطات، وتصاميمها، وطريقة بنائها، وسعاتها من الركاب، وأبرز الجهات المستفيدة من خدماتها، وما تتوفر عليه كل محطة من خدمات ومرافق بعد إنشائها بمشيئة الله. وفي نهاية الجزء المحفور من النفق، وصل سموّه رئيس الهيئة إلى الموقع الحالي للآلة “ظفرة”، حيث شاهد فيلماً موجزاً عن سير العمل في المشروع، وفيلماً آخر عن مكونات آلة الحفر “ظفرة”، ومعداتها، وتقنياتها، ووظائفها المتعددة، كحفر التربة ونقلها، وتبطين جدار النفق، وبناء جدار من قطع الخرسانة داخل النفق، دون أن تحدث أية اهتزازات أو ضجيج على سطح الأرض، بعدها عاد سموّه عبر المقطورة إلى موقع انطلاق الآلة، حيث غادر سموه الموقع. وتواصل الآلة العملاقة “ظفرة” طريقها في اختراق باطن الأرض لحفر الجزء الجنوبي من نفق مسار طريق الملك عبدالعزيز (الخط الأخضر) من مشروع القطار البالغ طوله 12.9 كيلومتراً، واحد يربط بين طريق الملك عبدالله في شمال المدينة، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي في وسطها. وتمثل الآلة “ظفرة” إحدى سبع آلات جرى تصنيعها خصيصاً للمشروع لاستخدامها في حفر أنفاق ثلاثة مسارات بطول إجمالي يبلغ 47 كيلومتراً، ويتراوح طول الآلة الواحدة، ما بين 90 و120 متراً، وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 50 شاحنة، كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو 2000 طن، بما يعادل وزن أربع طائرات من طراز “جامبو 747” بكامل حمولتها. وقد حقق المشروع نسبة إنجاز بلغت حتى الآن 26 في المائة بما يتفق مع الجدول الزمني المعد للمشروع بحمد الله، وذلك في أكثر من 170 موقعاً على امتداد مسارات شبكتي القطارات والحافلات في مختلف أرجاء المدينة. وتتوزع الأعمال الجاري تنفيذها ضمن المشروع، بين أعمال حفر الأنفاق العميقة والسطحية والتي بلغ طول المنجز منها حتى الآن أكثر من 13 كيلومتراً على كل من الخط الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز)، والخط الأحمر (محور طريق الملك عبدالله)، والخط الأزرق (محور شارع العليا – البطحاء)، والخط الأصفر (محور طريق مطار الملك خالد الدولي)، والخط البرتقالي (محور طريق المدينةالمنورة). كما تتواصل أعمال تركيب جسور المسارات في 11 موقعاً تتوزع بين كافة أرجاء المدينة، ومن بينها الأعمال الجاري تنفيذها على كل من: حي العزيزية وحي العارض في محور طريق العليا/ البطحاء ، وطريق الأمير سعود بن محمد بن مقرن وغرب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في محور طريق مطار الملك خالد الدولي، وشارع الشيخ حسن بن حسين بن علي شرق الرياض، وفي محور طريق الملك عبدالله عند تقاطعه مع الدائري الشرقي، وفي الجزء الغربي من طريق المدينةالمنورة، الذي شهد مؤخراً إنجاز 50 في المائة من تركيب أعمدة الجسور في الجزء الواقع بين طريق جدة السريع حتى طريق الملك فهد، بحمدالله. كما شهد المشروع تسارعاً في تنفيذ أعمال الإنشاءات في مواقع المحطات الرئيسية والفرعية البالغ عددها 85 محطة، ومن بينها: محطة قصر الحكم، ومحطة مركز الملك عبدالله المالي، والمحطة الغربية، ومحطة الصالة الخامسة بمطار الملك خالد الدولي، إلى جانب إنشاء مبنى مركز التحكم والتشغيل للمشروع، ومراكز المبيت والصيانة لكافة المسارات ضمن المشروع، إضافة إلى أعمال تحويل الخدمات، والأعمال الإنشائية لمحطات تزويد المشروع بالطاقة الكهربائية. كما انطلقت أعمال تصنيع عربات القطارات في المشروع البالغ عددها 190 قطاراً، والتي يجري تصنيعها خصيصاً للمشروع من قبل ثلاثة من أكبر مصنعي عربات القطارات في العالم، وهم: شركة SIEMENS الألمانية، وشركة BOMBARDIER الكندية، وشركة ALSTOM الفرنسية. وفي جانب متصل، تتواصل أعمال تنفيذ برامج الخطة الشاملة لإدارة التحويلات المرورية أثناء تن فيذ المشروع على عدد من المسارات بالاشتراك مع الجهات المعنية في المدينة، حيث تضمنت الخطة عدداً من الإجراءات والتحويلات المرورية المؤقتة في مواقع العمل في المشروع، للحد من التأثير على سلاسة الحركة المرورية في الطرق المحيطة بمواقع العمل بقدر الإمكان.