وصلت آلة حفر الأنفاق العملاقة التي أطلق عليها سكان العاصمة السعودية الرياض اسم «جزلة»، إلى محطتها الأولى المجاورة لمحطة سكة الحديد ضمن الخط البرتقالي من قطار الرياض محور (طريق المدينةالمنورة - طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول)، بحضور رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، الذي استقبله في موقع المحطة عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط المهندس إبراهيم السلطان، وقادة الائتلافات والشركات العالمية المنفذة والمشرفة على مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في مدينة الرياض (القطار والحافلات). وخلال حفلة التدشين، انطلق رأس الآلة «جزلة» مخترقة جدار المحطة التي تقع على عمق 25 متراً تحت الأرض، وذلك بعد أن أنهت الآلة حفر نفق مسار الخط البرتقالي في المنطقة الممتدة من جنوب إستاد الأمير فيصل بن فهد في حي الملز، حتى موقع المحطة الأولى بجوار محطة سكة الحديد في حي الصناعية، بطول 1.2 كيلومتر، وذلك منذ انطلاق أعمال الآلة منتصف شهر رمضان الماضي. وبعد اختراق الآلة «جزلة» جدار المحطة، واصلت طريقها في اختراق باطن الأرض، لحفر نفق يبلغ طوله 6.5 كيلومتر، يمتد حتى المحطة الرئيسة عند قصر الحكم، ضمن الخط البرتقالي الذي يبلغ طوله الإجمالي 40.7 كيلومتر، الذي يمتد من طريق مكة السريع في غرب المدينة، حتى منشآت الحرس الوطني في خشم العان شرق الرياض. وتمثل الآلة «جزلة» إحدى سبع آليات جرى تصنيعها، خصيصاً للمشروع لاستخدامها في حفر أنفاق من ثلاث مسارات بطول إجمالي يبلغ 35 كيلومتراً، ويراوح طول الآلة الواحدة، بين 90 و120 متراً. وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 50 شاحنة. كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو ألفي طن، بما يعادل وزن أربع طائرات من طراز «جامبو 747» بكامل حمولتها. وتتجاوز مهمات الآلات حفر التربة ونقلها، إلى تبطين جدار النفق، وبناء جداره من قطع الخرسانة داخل النفق، من دون أن تحدث أي اهتزازات أو ضجيج على سطح الأرض. يذكر أن ائتلاف «الرياض نيو موبيليتي ANM» يتولى تنفيذ مسار القطار البرتقالي على محور طريق المدينةالمنورة - طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول، ضمن مشروع قطار الرياض، بقيادة شركة «Salini-Impregilo» الإيطالية. وأكد عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، المهندس إبراهيم السلطان في حديثه ل«الحياة» أن «جزلة» هي الآلة رقم خمسة التي تباشر عملها في المشروع الذي تم إنجاز 24 في المئة منه، بحسب الخطة الزمنية الموضوعة له بلا وجود أي أخطاء أو تعثرات، وتبقت آلتان ستنطلقان في وقت قريب لتكملة مسيرة العمل في المشروع الذي تبلغ نسبة السعوديين المشاركين فيه، أكثر من 800 مهندس في مختلف التخصصات.