قال شهود عيان في ساحل العاج إن قوات الأمن قتلت أكثر من شخصين وأصابت آخرين بجروح عندما أطلقت النار على مجموعة من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون السبت بتنحي الرئيس المنتهية ولايته، لوران باغبو، عن السلطة في البلاد. وأضافوا أن الاشتباكات جرت في منطقة أبوبو الواقعة في مدينة أبيجان، وغالبية سكانها من الموالين للحسن وتارا، منافس باغبو خلال الانتخابات الرئاسة الماضية في البلاد. ويُنظر إلى وتارا على نطاق واسع بأنه الفائز في الانتخابات الرئاسية الماضية، والتي رفض باغبو الإقرار بهزيمته فيها. وذكر أحد سكان الحي المذكور أنه شاهد مئات الأشخاص يحتشدون في المنطقة قبل أن تبدأ قوات الأمن بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع عليهم سعيا لتفريقهم. وروى كيف أن قوات الأمن "أطلقت النار على الحشود التي هرعت بعدئذ مذعورة تبحث عن ملجأ يقيها من وابل الرصاص المنهمر، لكن قوات الأمن ظلَّت تطاردهم". كما أفاد شاهد عيان آخر أن قنبلة مسيلة للدموع سقطت في أحد الأسواق المحلية، مما أرغم عشرات النساء في المنطقة على الفرار. وذكر أن المتظاهرين اقتحموا أيضا متجرا يملكه رجال أعمال لبنانيون يُنظر إليهم على أنهم من المقربين لباغبو. يُشار إلى ان حي أبوبو ظل دوما مسرحا للاشتباكات وأعمال العنف بين قوات الأمن والمدنيين. وتقول الأمم المتتحدة إن أكثر من 300 شخص قد قُتلوا منذ اندلاع أعمال العنف في البلاد في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومعظم الضحايا هم من أنصار وتارا الذين قضوا على أيدي القوات الموالية لباغبو. وكان رئيس الوزراء الكيني، رايلا أودينجا، قد غادر ساحل العاج في التاسع عشر من الشهر الماضي بعد أن فشلت آخر محاولاته للوساطة لحل أزمة الانتخابات الرئاسية التي تشل البلاد. وقد عقد أودينجا اجتماعاً مطولاً مع كل من لوران باغبو، الذي يرفض التخلي عن منصبه، والحسن وتارا. يُذكر أن وزراء الدفاع في دول منطقة غرب أفريقيا عقدوا الشهر الماضي اجتماعاً في مالي لبحث احتمال تشكيل قوة تدخل عسكري إفريقية من أجل إرسالها إلى ساحل العاج لإرغام باغبو على التنحي بالقوة لصالح وتارا. وبدل أن توحِّد الانتخابات ساح العالج، وهي أكبر مصدِّر للكاكاو في العالم، فقد زادت نتيجة الانتخابات الأخيرة من الشرخ في البلاد المقسَّمة منذ عام 2002 بين شمال وجنوب.