تدور رحى قتال عنيف في شوارع أبيدجان عاصمة ساحل العاج التجارية بين قوات الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا والرئيس الحالي المتمسك بالسلطة لوران باغبو. وتتركز المعارك حول القصر الرئاسي وثكنات القوات التي لا تزال موالية لباغبو وفي منطقة قاعدة "أجبان" في وسط المدينة حيث ذكرت تقارير أن الجنود الحكوميين المدافعين عن القاعدة يقتتلون فيما بينهم. ويبدو الموقف غامضا في الأحياء الأخرى من المدينة، كما أن محطة التلفزيون الحكومية الوحيدة العاملة في ساحل العاج يبدو أنها عادت الآن لسيطرة القوات التابعة للرئيس باغبو بعد أن ظلت فترة في أيدي خصومه. ولم تتوفر أي معلومات تشير إلى المكان الذي من المحتمل أن يوجد به باغبو نفسه. مكان آمن" وقال مستشار باغبو في أوروبا، توسان آلان، إنه سيقاتل حتى النهاية، مضيفا أنه سيلقي خطابا في الساعات القادمة عندما يستأنف البث التلفزيوني. وأضاف أن باغبو مستعد للتفاوض مع خصومه لكنه لم يوضح شكل هذه المفاوضات. وتابع آلان أن "الرئيس باغبو لم يهرب من البلد. إنه موجود في أراضي ساحل العاج في مكان آمن حيث يقود المقاومة". ونقلت القوات الفرنسية المرابطة في البلد نحو 500 أجنبي إلى معسكر للجيش في ظل شيوع الفوضى داخل أبيدجان 80 في المئة وتسيطر القوات الفرنسية وقوات الأممالمتحدة على مطار أبيدجان الدولي. وقالت القوات التابعة لباغبو إن الحدود البرية والبحرية لساحل العاج أغلقت حتى إشعار آخر رغم أنها عادت في مساء الجمعة وقالت إن المجال الجوي أعيد فتحه. ولم يبد الجيش الوطني في ساحل العاج أي مقاومة تذكر في وجه بدء القوات الموالية لوتارا سيطرتها على المناطق التي كانت تابعة لباغبو. ويعتقد أن قوات وتارا تسيطر على نحو 80 في المئة من أراضي ساحل العاج. الساعات الأخيرة ويعترف المجتمع الدولي بوتارا رئيسا لساحل العاج بعد فوزه في انتخابات الإعادة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كما أعلنت مفوضية الانتخابات لكن خصمه باغبو ادعى الفوز في هذه الانتخابات. ويقول جون جيمس، مراسل بي بي سي في مدينة بواكي وسط البلاد إن باغبو يبدو في ساعاته الأخيرة بسبب المعارك الدائرة في أبيدجان. وقال مصدر عسكري مقرب من معسكر باغبو لوكالة رويترز إن القوات الموالية لوتارا تهاجم المجمع الرئاسي، مضيفا أن الحرس الجمهوري ورجال الميليشيا يستميتون في الدفاع عنه. مدينة الرعب وأعرب سكان أبيدجان عن خوفهم من مغادرة منازلهم ، كما ظهر واضحا ان هناك نقص في المواد الغذائية بعد أن أغلقت معظم المتاجر أو تعرضت للنهب. وتقول فاليري بوني مراسلة بي بي سي "القتال المتقطع يدور في كل أحياء أبيدجان وهناك الكثير من النهب في المدينة ، وعلى سبيل المثال تعرضت كل متاجر شارع فاليري جيسكار ديستان للنهب على أيدي شبان استغلوا الموقف". وقالت في تقرير آخر إن الجنود التابعين للرئيس باجبو قد قاموا بتسليح هؤلاء الشبان لنشر الذعر في المدينة. تطهير عرقي وفي الوقت نفسه أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 800 شخص على الاقل قتلوا يوم الثلاثاء الماضي في اعمال عنف عرقية وقعت في مدينة دويكويه الواقعة غرب ساحل العاج. وقالت المتحدثة باسم الصليب الاحمر "قتل 800 شخص على الاقل في دويكويه الثلاثاء الماضي وتم جمع معلومات بهذا الشأن عن طريق مندوبين للجنة الدولية للصليب الاحمر توجهوا إلى المدينة في اليومين الماضيين". وأضافت "لا شك أن شيئا كبيرا وقع في هذه المدينة واللجنة الدولية تواصل جمع المعلومات" موضحة أن مندوبي الصليب الاحمر "شاهدوا بانفسهم عددا كبيرا من الجثث". وأوضحت أنه تم نقل 28 جثة حتى الآن إلى المشرحة وسيتم نقل باقي الجثث مشيرة إلى أن ما حدث " يدل على وقوع أعمال عنف عرقية".