أُصيب 43 شرطياً مصرياً وثلاثة نصارى خلال مظاهرات نظمها المئات من المحتجين النصارى أمام الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية على خلفية حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية. واشتبك عدة مئات من الشبان النصارى مع الشرطة مساء أمس الأحد أثناء محاولتهم الخروج من فناء الكتدرائية إلى الشارع. وردد المتظاهرون هتافات ضد الحكومة وذلك لدي دخول عدد من الوزراء والمسئولين الكاتدرائية لتقديم واجب العزاء للبابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. واستمر احتجاجهم حتى الليل ومنع طوق من أفراد شرطة مكافحة الشغب الحشد من الخروج للشارع. وحاول مسئول كنسي لفترة وجيزة تهدئة الحشد دون جدوى. وهتف المحتجون "أمن الدولة ساكت ليه أنت معاهم ولا أيه. و"يا بابا شنودة قوم اهتم احنا شباب نفديك بالدم. و"ثوري ثوري يا بلادي دم القبطي مالي الوادي." وقابل المحتجون مسئولين حكوميين زاروا مجمع الكاتدرائية لتقديم العزاء بالصراخ . وهتف المحتجون "يا داخلية (وزارة الداخلية) فينك فينك قتلوا اخواتنا قدام عينك". وقال شهود عيان لوكالة "رويترز": إن المتظاهرين رشقوا وزير الدولة للتنمية الاقتصادية عثمان محمد عثمان بالحجارة مرددين هتافات مناوئة للحكومة. وكان الوزير خارجا إلى فناء الكاتدرائية بعد التعزية في ضحايا الانفجار حين قابله المحتجون بالهتافات المناوئة ثم طاردوه ورشقوه بالحجارة، حسب الشهود. وذكر شاهد عيان أن حرّاس الوزير سارعوا إلى إدخاله سيارته التي تعرضت هي الأخرى للرشق بالحجارة. وكانت مصادمات قد وقعت بين مئات النصارى وقوات الأمن عصر الأحد أمام وزارة الخارجية ومبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة. واشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن عندما حاولوا اختراق الطوق الأمني الذي أقامته حولهم للحيلولة دون انتشار الاحتجاج، وأسفرت المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن عن إصابة عدد من المتظاهرين. وفي قرية "العزية" التابعة لمحافظة أسيوط تظاهر آلاف النصارى احتجاجا على التفجير، ونددوا بما سموه التعامل السطحي مع رسائل التهديدات التي أرسلت إلى مصر منذ نحو شهرين من قبل تنظيم القاعدة. وفي السياق, أعربت القيادات الإسلامية المتمثلة بشيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي مصر علي جمعة ووزير الأوقاف محمود حمدى زقزوق قد أعربت عن تضامنها مع النصارى وتنديدها بالحادث. وصدت قوة أمنية محاولات بعض المحتجين النصارى للاعتداء على هذه الشخصيات داخل مبنى الكاتدرائي- مقر البابا شنودة الثالث- بحي العباسية بعد أن اتهموا الحكومة بعدم حماية النصارى. ورفض وزير الأوقاف الاتهامات، وقال إن ما حدث ليس سببه الحكومة ولا المسلمين، وطالب بالبحث عن المستفيد من هذا الخراب لمعرفة المتسبب في الحادث. أمّا شيخ الأزهر فقد أكد أن "القيادات الإسلامية لم تأت للاعتذار لأن من ماتوا هم أهلنا، بل جئنا لنتصدى للإرهاب الذي يستهدف ضرب مصر وتحويلها إلى عراق آخر". واعتبر شيخ الأزهر دعوة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر التي طالب فيها بحماية النصارى في مصر تدخلا غير مقبول في شؤون مصر، كما أعلن إنشاء لجنة تحت اسم "بيت العائلة المصرية" تضم قيادات الأزهر والكنيسة. وقال شهود عيان: إنّ السلطات شدّدت إجراءات حراسة الكنائس في مختلف أنحاء البلاد بعد الانفجار، ومنعت وقوف السيارات أمام الكنائس. وكانت سيارة مفخخة انفجرت في الساعات الأولى من يوم السبت أمام كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية الساحلية وأدى الانفجار إلى سقوط 21 قتيلا ونحو 97 مصابا. وتوّعد الرئيس حسني مبارك بملاحقة مدبري الهجوم ودعا المصريين للوحدة في مواجهة "الإرهاب"، قائلاً: إنّ الهجوم استهدف المسلمين والنصارى في نفس الوقت. وكالات