أثار حضور عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر قداس منتصف ليلة عيد الميلاد بكاتدرائية العباسية بالقاهرة غضب عدد من الحضور الذين بادروا بالهتاف "يسقط حكم العسكر" احتجاجا على تحية البابا شنودة الثالث لهؤلاء القادة. وكان البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قد استهل عظته في القداس بالترحيب ب '' هذا العدد المميز والمشرف من القيادات العسكرية، الذين نحبهم والذين عملوا بكل جهدهم لرفعة بلادنا''. إلا أن الكلمة قوطعت بالهتاف المعتاد في احتجاجات المناوئين لاستمرار المجلس الأعلى في إدارة البلاد التي تسلمها بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبكر قبل نحو عام. وواصل البابا إلقاء العظة، رغم ترديد الهتاف، فيما طلب أعضاء كشافة الكنيسة من الشباب الذين رددوه أن يتوقفوا، حتى لا يؤثروا على العظة. غير أن قادة الجيش أنفسهم وكان على رأسهم الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة ونائب رئيس المجلس الأعلى وكانوا يجلسون في الصف الأول وإلى جوارهم عدد من مرشحي الرئاسة والشخصيات العامة تجاهلوا الهتاف مصفقين لكلمات البابا. ومن الشخصيات العامة التي حضرت القداس عدد من مرشحى الرئاسة، بينهم عمرو موسى وأحمد شفيق وحمدين صباحى، فضلا عن الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة "الإخوان المسلمون"، والدكتور محمد سعد الكتاتنى الأمين العام للحزب، والدكتور منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري، وعدد من الوزراء. وفى سابقة هى الأولى من نوعها فى قداسات أعياد الميلاد صعد وفد الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة إلى منصة البابا شنودة لتهنئته بالعيد ثم غادروا الكاتدارئية قبل أن يلقي كلمته، في سابقة هي الأولى من نوعها. وتم تأمين المقر الباباوي بحي العباسية من قبل الجيش والشرطة بصورة غير مسبوقة، وامتلأت الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية عن آخرها، وزاد عدد الحضور على 13 ألف شخص. ودفعت القوات المسلحة ب432 دورية أمنية متحركة وثابتة، لتأمين الكنائس ودور العبادة المسيحية خلال احتفالات عيد الميلاد مساء اليوم. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت عن نيتها تشكيل لجان شعبية لحماية الكنائس وهو ما رفضه بعض الأقباط الذين قالوا إن "الأمن مهمة أجهزة الدولة." يذكر أنه في الأول من يناير/كانون الثاني 2011 قتل أكثر من 20 شخصا وأصيب العشرات في تفجير بكنيسة القديسين بالإسكندرية، وفي يناير/كانون الثاني 2010 قتل ستة أقباط بالرصاص في صعيد مصر عند خروجهم من قداس بمناسبة عيد الميلاد. وكان الأنبا أرميا سكرتير البابا قد توجه إلى الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للإخوان واصطحبه والوفد المرافق له وقام بتهنئة البابا بمجرد جلوسه على الكرسي البابوي، ثم توجه مغادراً الكنيسة وبعدها صعد محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة والدكتور سعد الكتاتنى وقاما بتهنئة البابا أيضاً. على جانب آخر، أقامت الطائفة الإنجيلية برئاسة القس الدكتور صفوت البياضى رئيس الطائفة اليوم احتفالها بعيد الميلاد المجيد في كنيسة قصر الدوبارة بالتحرير في حضور نخبة من الشخصيات العامة والنشطاء السياسيين وممثلي الأحزاب والنقابات ورجال الأمن والإعلام . شارك في الاحتفال عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي والاعلامى حمدي قنديل وعدد من رجال المجتمع والنخب السياسية. وخلال القداس جرى تكريم عدد من المصابين، خاصة الناشط أحمد حرارة الذي فقد إحدى عينيه في 28 يناير/كانون الثاني، وفقد الأخرى في أحداث شارع محمد محمود في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.