تحدث الدكتور عائض القرني الداعية الإسلامي البارز عن الفقيد غازي القصيبي ، قائلا "غفر الله للدكتور غازي القصيبي وسامحه وسامحنا وتجاوز عنا وعن جميع المسلمين، فقد كان وزيرا وسفيرا وشهيرا وأديبا وشاعرا وكاتبا ومثقفا ومؤلفا ومحبا لوطنه وصاحب همة ونشاط عجيب ومواهب متعددة حتى صار رمزا أدبيا وثقافيا وله كتاب جميل بعنوان (ثورة في السُنّة النبوية)، وذكر أن من الكتب التي يعشقها كتاب (جامع الأصول) لابن الأثير في السُنّة النبوية المطهرة . وسرد القرني قصة لقاءه الأول بالقصيبي، حيث احتضنه القصيبي عندما قدم لتقديم واجب العزاء بوفاة الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله)، وأنشد بيتا من الشعر وهو يضحك قائلا: وَقَد يَجمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعدَما يَظُنَّانِ كُلَّ الظّنِّ أَن لاَ تَلاَقِيَا وقال القرني" أنه قام ذات مرة بنقد القصيبي، فرد عليه الأخير بكتيب صغير " مهلاً عائض القرني" وحينما كان القصيبي سفيرا في بريطانيا أهداه القرني كتابا باسم (امبراطور الشعراء)، فكان رد القصيبي عليه "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وخيرهم الذي يبدأ بالسلام" وأثنى على الكتاب واعترض على شرح بيت واحد هو قول المتنبي: يَتَرَشَّفنَ مِن فَمي رَشَفاتٍ هُنَّ فيهِ أَحلى مِنَ التَوحيدِ وأبدى رأيه في شرح البيت. وفي إحدى مقالات القرني في الشرق الأوسط ذيلت تحت عنوان (آية الله أبو الطيب المتنبي)، استحسن القرني ما قام به القصيبي من استشهاد ببيت المتنبي: إِنَّما تُنجِحُ المَقالَةُ في المَرءِ إِذا صادَفَت هَوى في الفُؤادِ وبحسب القرني "فقد أرسل القصيبي كتابا له في استشهاداته بشعر المتنبي، وذكر أن صديقة لأسرته أُصيبت بقلق شديد فأرسلت حرمه نسخة من كتابي (لا تحزن) لتلك المرأة فنفعها، ثم قال: فجزاك الله خيرا بكل حرف سطّرته في هذا الكتاب". ويتابع القرني و"بعدما انتهينا من مقابلة خادم الحرمين الشريفين بعد زيارة أعضاء الحوار الوطني وأنا خارج من الفندق وهو داخل فسلمت عليه فرحّب وهلَّ وسهّل وذكرني ببيت المتنبي الذي اعترض على شرحي له: يَتَرَشَّفنَ مِن فَمي رَشَفاتٍ هُنَّ فيهِ أَحلى مِنَ التَوحيدِ ويتابع القرني سرد علاقته بالفقيد أثناء إحدى لقاءاته في قناة العربية، حيث جرى ذكر القصيبي، فتحدث عنه بايجابية، وبعد البرنامج اتصل به القصيبي قائلا "(لا يهمونك) من يكتبون في الظلام سر إلى الأمام ولا تلتفت إلى الخلف". وفي الفترة الأخيره صعب التواصل بين الطرفين أثناء اشتداد المرض على القصيبي كانت حائلا دون سماع كل واحد منهما صوت الآخر، ففي كل مرة كان يتصل فيها القرني ليطمئن على القصيبي كان يرد عليه مرافقه فيحدثه عن حالته. وكان القصيبي يتهم بمحاربة التيار الصحوي ، ودخل في خلافات ومشادات مع هذ التيار وواجه العديد من المشايخ فكريا أبرزهم العودة والقرني والعواجي ، وقد هجاه القرني بقصيدة في مطلع التسعينيات الميلاديه : يا لائماً في الحب حكم قضاتِهِ * * * اقرأ معاني الهجر في عبراتِهِ متنبئ الأبيات جاءك شاعراً * * * والمعجزات السحر في أبياته ما كنت شاعر سيف دولة جلق * * * بل شاعر الإسلام في طلعاته هذا زهيرك لا زهير مزينة * * * وافاك لا هرماً على علاته دعه وحولياته ثم استمع * * * لزهير عصرك حسن ليلياته أمهرتها دمع العيون وصغتها * * * دراً تخال البدر في حباته وفطمت مدحي عن مديح معاشر * * * أوصافهم عار على أبياته أسيافهم يوم اللقاء طنابر * * * قزم سماع العود من عاداته دعهم وذكرني الرسول محمداً * * * صلى عليه الله خير صلاته من أطلق الإنسان من أغلاله * * * حراً وشاد المجد من لبناته في الغار يسكن والقلوب محله * * * أكرم به والنور ملء عباته وأتيت يا غازي القصيبي غاضباً * * * للدين تظهر في صفوف حماته تفتي كأنك مالك في طيبة * * * عجباً وأنت نزار في باراته أشياخه شقر الجباه : بدنفر * * * هنري ، كسنجر خير مروياته من رفعة المحجوب يروي متنه * * * وسعاد ذات الخال من خالاته هذي الدواوين التي أمليتها * * * فيها زعاف السم من حياته وزعمت أنك شدت ألفي مصنع * * * صنع البلوت أردت في سهراته وتقول إنك قد بنيت معاهدا * * * صرح الإدارة يا كبير بناته عيرتنا أنا نطوف لشهرة * * * أتريد أنت الفوز في جناته ألحقتنا نهج الخميني ظالماً * * * كلا فما كنا مع راياته نحن الذين يحاربون ظلاله * * * دجال زور أنت من آياته كنا نندد بالخميني جهرة * * * ونحذر الأجيال من ورطاته في حين كنت على الموسيقى والها * * * تحسو رحيق الحب في كاساته شنعت جهراً يا أبا يارا ولم * * * تنصف ودست الشرع في عرصاته يا شاطراً أكل الذكاء دماغه * * * هلا زجرت العقل عن زلاته شبهتنا ظلماً بصدام الردى * * * أنت الذي شابهت بعض صفاته لم نرض دعوته ولا أفعاله * * * نسفت قبائلنا ضلوع رفاته حمالة الرشاش نحن بواسلا * * * يا حامل الغليون فوق شفاته أبناؤنا يا ذاك في الخفجي غدوا * * * كالأسد والباغي على كياته وبقيت تقبع في المنامة باكيا * * * من ضربة الأسكود في هزاته وزعمت أنك مخلصاً متفانيا * * * فعلام تُعزل يا عدو حياته فاشكر لمن منحوك منصب دولة * * * واعلم بأن الفضل من ساداته واحذر بأن تخطي فتعزل ثانيا * * * إن الطلاق يخاف عند بتاته لك قد تركنا كل مال وافر * * * فاجمع كنوز الشعب من ثرواته خذ ما أردت من المناصب دوننا * * * الله يكرمنا بفيض هباته ونقدت سلمانا وناصر طاعنا * * * في الدين كي تلغي جهود دعاته هم ألزموك لوازما شرعية * * * بل ألجموك الحق في طياته هل أنت أعرف منهمُ بشريعة * * * بُليت بغزو أنت من أدواته أم أنت في الإسلام عدل ناصح * * * كم من دعي جار في دعواته أرنا مؤلفك الذي صنفته * * * غضباً لدين الله دون عداته قسماً رأينا جل ما سطرته * * * فإذا العمالة ثَم في قسماته أفتاك شيخ الجيل فيما قلته * * * لما وصفت الشرق في ظلماته وهناك أربعةٌ ردود فذة * * * وغداً سينشرها بكاء نعاته لمحمد بن سعيد من أم القرى * * * وابن الزعير تذوب من وقفاته وكذا سمير المالكي موفقا * * * ووليد يبدو نور إشراقاته لم ننتصر إلا لدين محمد * * * نحن الفداء له بصف كماته أعراضنا بذلت لحرمة عرضه * * * ودماؤنا تجري على ومضاته ناديت عشماوينا مستنجدا * * * متلهفاً لسماع حولياته أنجد أخاك بلمعة من شعركم * * * ليظل حامي الجبت في سكراته والله ينصرنا ويرفع ذكرنا * * * وينكس المعتوه في حسراته الوئام