يدخل اليمن اليوم مرحلة تاريخية لوقف مسرحيات العبث التي أسسها المخلوع علي عبدالله صالح والحوثي وجيوب القاعدة. "فعاصفة الحزم" هي مشهد من مسرح الواقع لحماية الشرعية، والذي سيزيل الكثير من اوهام بعض اللاعبين بلا هدى على خشبة مسرح العنف في اليمن. إن الوهم الذي استطاع الرئيس المخلوع ان يجعل اليمن يعيشه بالخداع او القوة لن يكون له مكان في واقع اليوم. والوهم الذي عاشه الحوثي وجماعته باوهام ايرانية لن يكون له مكان في يمن اليوم. نعم هناك الكثير من بقايا العبث والوهم سيستمر اليمن العيش فيه ويدفع ثمن جهل البعض من اجل المحافظة على مصالح الوطن. وكل منصف وقارئ جيد للتاريخ الحديث سيكتشف بلا عناء طبيعة الدعم الذي تلقاه اليمن من اشقائه في دول الخليج وتحديدا المملكة في مقابل وعود الوهم وشعارات التقدم الى الوراء التي لم تخلق سوى الدمار والتناحر. إن دول الخليج لم تقدم الدعم المادي لليمن الشقيق من دون الحرص على امنه ومستقبل اجياله، ولكن العبث الذي خلقه المخلوع اضاع مشروع بناء المؤسسة حتى العسكرية فتفتتت على يديه مع عصابة الحوثي بقية المؤسسات الهشة. وعاد الخليج فقدم مبادرته التاريخية من اجل صيانة الوحدة اليمنية فارتدت حراب المخلوع واعوانه والحوثي وعصابته نحو نحور اليمنيين بعد ان ظن انه كسب الحرب بخدعة التنحي! لعلني اقف قليلا امام توظيف مفهوم مسرح العبث بدلالاته الأبعد من خشبة المسرح لنرى كيف ادى ذات النهج العبثي للمخلوع واعوانه الى الكثير من التأثير السلبي على واقع اليمن ومستقبل ابنائه. فالمخلوع اراد ان يقلص عدد اللاعبين على خشبة المسرح السياسي اليمني وهو تقليد لتقليص شخوص مسرح العبث. وجعل تلك الشخوص تدور في حلقة مفرغة من وهم الديمقراطية وحوارا تها وهي في الواقع حوار وهمي ايضا على مسرح عبث بلا رسالة. وها هو المخلوع يعود مرة اخرى لفكر مسرح العبث ويطلب بوقف واقع عاصفة الحزم وبدء الحوار، وانه لمنطق معوج بعد أن تم النداء الى تحكيم العقل والمحافظة على مصالح اليمن ووقف تهديدات الحوثي للوحدة الوطنية ولأمن المنطقة ولأكثر من مرة. ولعل الحوار الذي يدعو له المخلوع هو ايضا من حوارات مسرح العبث لإشغال الرأي وكسب الوقت ولكنها لا تخرج عن حوارات الغرفة الرطبة المظلمة الى رحابة الواقع وخلق فرص نجاح الحوار فيه. يريد حوارا يحرك فيه الشخوص كالدمى مثلما يتم تحريك المبعوث الاممي جمال بن عمر في نظر البعض. والمخلوع لم يخف تصوره العبثي عندما كان يدير اليمن فشبه حكم اليمن " بالرقص على رؤوس الافاعي". وهي ذات الافاعي التي اخرجها المخلوع لتعبث باليمن تحت مسميات مناهضة التدخل الخارجي واستعادة الشرعية ونقيض كل ذلك. فالشرعية تعني الاعتراف والاحترام من الداخل والمحيط العربي الاهم والاممي وهو ما تعمل عليه قوى التحالف بقيادة المملكة. ولكن المخلوع اراد ان يسحب البساط في شرعية تتبعه ولا تأتمر بالسلطة الشرعية مع الرئيس عبدربه منصور وبالتالي لم يتم تسليم الشرعية وانما تم اختزال تلك الشرعية الدولة في رمزية علم لم يحترمه المخلوع. المهم ان مسرح العبث في اليمن لم يكن مسرحية واحدة، ولعل هذا المسرح بأكمله انتهى من المشهد اليمني بضربة عاصفة الحزم. فلم يعد هناك مجال لعبث الحوثي او المخلوع او ذيول القاعدة وكل اطياف التطرف التي تحلم بيمن الفوضى لتزدهر فيه. انتهى مسرح العبث وبدأ مسرح الواقع الذي سيعود من خلاله اليمن الى الحضن العربي بعد خطف موقت من مبتز وعميل لإيران. عاصفة الحزم هي ترجمة حقيقية لواقع جديد انكشفت اوراقه مع الوجه القبيح الذي اطلت به طهران مؤخرا في استفزاز للجميع في المنطقة. حتى تركيا لم تستسغ الخطاب الطائفي الايراني الذي يدعو لعدم التدخل في اليمن والعراق بحجة السيادة ولكنها مستباحة له ولزبانية نظام الملالي. انها مسرحية عبث كبرى اعادت تركيا الى الاهتمام بالعمق الاستراتيجي العربي وعودة السودان من فصل العبث في مسرحية طهران بالدعم الوهمي. انتهى هذا المسرح بسقوط أقنعة الزيف مع ظهور وجه الحزم. المشكلة التي ستعيشها ايران في قادم الايام أن رؤوس الافاعي التي كان يرقص عليها المخلوع لحكم اليمن تركها لتصبح هي مسرح لعبة العبث الجديد لوهم امبراطورية فارس التي لن تعود باذن الله على اشلاء العرب، حتى وان استمرت بعض الدول كاليمن تقع في حبائل موهوم جديد كالحوثي واشباهه في العراق وبوقه الدعائي في لبنان.. فمسرح العبث لا يزال فيه بقية في مشهدنا العربي وقد بدأت إزالته - بإذن الله - عاصفة الحزم في اليمن، وبتكتل الشرعية العربية.