قبل سنوات ليست بالكثيرة كان المشاهد السعودي يفرح بمشاهدة أي مباراة عالمية أو محلية لأنها تشبع هوايته في متابعة معشوقته “كرة القدم”، ولكن الانفتاح على الفضاء والتطور التقني الهائل في إنتاج وإخراج المباريات رفع من مستوى ذائقة المشاهد فلم يعد يقبل إلا بما يشبع ذوقه الرفيع، وصاحب تلك الطفرة ثورة ثقافية في أوساط الشباب تجعل الخبير يقف حائراً أمام أسئلتهم ومتطلباتهم المتجددة. “المشاهد المثقف” يطالب بتقنية HD-1080 وآخر يحذر من هدر شركة الإنتاج العالمية إذا كان البث النهائي سيخرج بتقنية HD-720 وتلك معلومات دقيقة لم يكن يعرفها مشاهد الأمس، بل إن مشاهدين آخرين يطالبون بتقنية صوت دولبي5,1، ويقيني أن صانع القرار في القناة الرياضية أصبح أقرب إلى المشاهد ويتحسس احتياجاته التي أنقل بعضاً منها في هذا المقال. “المشاهد المثقف” يطالب بالكاميرا العنكبوت وهو يعلم يقيناً تكلفتها العالية بالمقارنة بالوقت القليل الذي تستخدم فيه أثناء سير المباراة، ولكنها رفاهية يستحقها المشاهد السعودي أسوة بمشاهدي كرة القدم في الدول المجاورة، ويقيني أكبر بأن صانع القرار قد وضعها ضمن شروط النقل لأنه يؤمن بحجم التحدي ومتطلبات المشاهد الذي لاترضيه أنصاف الحلول. “المشاهد المثقف” يطالب ببرامج هادفة تشخص واقع الكرة السعودية بعدل وإنصاف، فتنتقد بهدف البناء بعيداً عن التجريح الهادم، وتنشد المصلحة العامة دون النظر إلى المصالح الخاصة وتصفية الحسابات الشخصية، وأراهن على خبرة صانع القرار الذي يميز بين الغث والسمين فيعرف ما وراء الكلمات ولن يضع أمام الكاميرا إلا من يؤتمن على فكر الشباب ويرتقي إلى ذائقة المشاهد. “المشاهد المثقف” يطالب بجسور تواصل مفتوحة بينه وبين صانع القرار، ولذلك أقترح فتح حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء أهم القيادات في القناة، ليتحسسوا بشكل مباشر احتياجات المشاهد الذي أعدكم بأنه سيسعدكم بثقافته ونظرته الدقيقة التي استمدها من متابعته لكرة القدم في كل مكان. تغريدة-tweet: يقول المثل الإنجليزي “الأخبار السيئة تنتقل بسرعة”، ولعل مشكلة الإعلام الجديد التركيز على السلبيات وإهمال الإيجابيات، فالنقلة الكبرى التي ينتظرها النقل التلفزيوني لكرة القدم تحتاج إلى نظرة أشمل وأكثر مصداقية وواقعية، فبدلاً من تصيد الأخطاء قبل بث المباراة الأولى لنمنحهم الثقة ونحكم بعد عشر جولات.. وعلى منصات الخير نلتقي.