منذ أن بدأ الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني التغريد عبر موقع التواصل الاجتماعي )تويتر(، قبل عدة أيام، حتى تدفّق مباشرة عشرات الآلاف لمتابعة حسابه وإعادة تغريداته، في مشهد يدل على شغف العرب والخليجيين بالأخص لمعرفة ما يقول، فالشيخ عبدالله هو أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، وهو حفيد ثالث حكام قطر، ووالده الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني هو رابع حكام قطر، وشقيقه هو خامس حكام قطر واسمه الشيخ أحمد بن علي آل ثاني والذي تعرّض لانقلاب من طرف ابن عمّه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، والد الشيخ حمد وجدّ الشيخ تميم حاكم قطر الحالي، الأمر الذي يعني لدى القطريين وغيرهم أنه أحد أقوى المنافسين لتولّي السلطة في الدوحة. الأرقام العالية والمتزايدة بشكل سريع في عدد المتابعين لحسابه )الموثّق( رسميًا يشير إلى ترحيب مختلف أطياف الشعوب الخليجية بجهد الشيخ عبدالله والذي يهدف إلى زيادة الوئام وتحقيق الترابط وتعزيز الوحدة من خلال وساطته لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وليس لدى أي شخص آخر، فالحل الخليجي يأتي دائماً من الداخل وخاصة السعودية )البيت الكبير( وليس عبر أي جهة أخرى، وأن لغة السلام والحكمة والعقل هي أساس الحوار البنّاء وليس المواقف المضطربة التي تستند إلى العناد والعنجهية الهوجاء، بل أن الصحف الأمريكية اتفقت على أن هذه الخطوة لها ما بعدها، على كل المستويات السياسية والشعبية.. كل ذلك كان سببًا رئيسًا في أن يستحق الشيخ عبدالله ثقة رواد مواقع التواصل من كافة المتابعين الخليجين والعرب بما فيهم القطريين العقلاء، لاسيما بعد قبول وساطته وتقديرها من الملك سلمان والتي تضمّنت فتح منفذ سلوى لعبور الحجاج القطريين، وكان ذلك جليًا من خلال حفاوة المغرّدين وتدشينهم لوسم خاص للترحيب به، وضعوه في صدارة مؤشر )الترند( في الخليج، في مشهد وصفه الكثيرون بثقة شرفاء قطر بما يكتبه الشيخ عبدالله، واستبشارهم بلقائه خادم الحرمين الشريفين ونائبه كبارقة أمل تحمل لهم بشائر عدّة، وأن الخليجيين أيضًا باتوا يرون الشيخ عبدالله آل ثاني محل ثقة أكثر من النظام القطري. ومما لا شك فيه فإن غرفة العمليات التي أعلن عنها الشيخ آل ثاني بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين ستساعد الحجاج والمواطنين القطريين على تسهيل إجراءاتهم أثناء تواجدهم في المملكة، وتذليل كافة العقبات التي قد تواجههم أثناء أداء النسك، وهذا أمر ليس بغريب على دولتنا الأبيّة التي كانت ولا زالت خير راع لمقدسات المسلمين، ودأبت منذ تأسيسها على الاهتمام بأمور الحجيج ورعاية شؤونهم أينما كانوا وحيثما كانوا ومن أي بلد كانوا، والعمل على تيسير قدومهم وأداء نسكهم على الوجه الآمن والمريح. إن هذا الموقف النبيل يمثل دلالة نوعية على عمق الروابط بين الشعبين الشقيقين، ويؤكد على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان هو خير سند في الملمّات وعند الفزعات، امتدادًا لمواقفه الراسخة والثابتة في خدمة الإسلام والمسلمين، وسعيه الدائم لتوفير الراحة والطمأنينة لكل من يقصد الحرمين الشريفين للحج أو العمرة أو الزيارة.