تأتي بطولة تبوك الدولية لتُرجع بذاكرتنا إلى الوراء حيث بطولة كأس المصيف في الطائف وبطولة الصداقة الدولية في أبها وبالأخص الأخيرة كونها كانت تضم صفوة الفرق السعودية والعربية وامتدت لتستضيف فرقًا عالمية أيضًا قبل أن يتم إيقافها قبل سنوات لأسباب مجهولة. بالفعل شكرًا لكل من فكر في إقامة بطولة تبوك الدولية وعلى رأسهم أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان، فقد اشتقنا كثيرًا لمثل هذه البطولات التي لا تحمل فقط فائدة كروية للفرق المشاركة وإنما أيضًا للمنطقة نفسها وسكّان المنطقة. فبحسب الأخبار التي نقرأها، تنشطت السياحة في تبوك بمجرد إعلان إقامة البطولة، فكثير من محبي فريقي النصر والاتحاد قرروا الذهاب إلى تبوك لمشاهدة فرقهما والاطمئنان عليهما قبل بداية منافسات الموسم. أيضًا أهل منطقة تبوك هم الآن في قمة سعادتهم حيث ستدر البطولة دخلًا ماديًا على محلاتهم وفنادقهم، وستوفر أيضًا فرصًا وظيفية بمكافآت مقطوعة لبعض شباب المنطقة. وطالما أن وراء هذه الفكرة سمو الأمير فهد بن سلطان وهو الإداري المحنك والرياضي العتيق، فإني اعتقد بل وأكاد أجزم أن هذه الدورة وُجدت في تبوك لتبقى مستمرة، وسيكون لها بإذن الله شأن كبير في السنوات القادمة، وستصبح البطولة ومنطقة تبوك محل أنظار أخوتنا الرياضيين في الخليج والعالم العربي. اتمنى أن تكون هذه الدورة والتي ستُقام في أجواء مناخية لا تقل عن أجواء تركيا ودوّل أوروبية أخرى، اتمنى أن تُسهم في تغيير خطة أنديتنا حول إقامة معسكراتهم الصيفية، فليس كل مدننا شديدة الحرارة كما هو الحال في الرياضوجدة والشرقية، فهذه تبوك بجوها الأوروبي العليل وكذلك الحال في الطائفوأبها، ولنا أن نتخيل المكاسب العديدة التي ستستفيد منها هذه المدن، اقتصاديًّا واجتماعيًّا، في حال استضافتها لمعسكرات الفرق وإقامة بعض البطولات القصيرة الاستعدادية، وأيضًا كم من التكاليف المادية سيتم توفيرها من قبل أنديتنا بدلًا من صرفها بأرقامها الباهظة خارج الديار، خاصة وأن مسيري الأندية دائمًا يشتكون من ضُعف الموارد المالية وقلة دعم أعضاء الشرف. د. علي مليباري تويتر AliMelibari@