لا أدري ما هي الحكمة في بذل الجهد والمال لتوسعة المقاعد الجماهيرية لملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة، وهناك مدينة الملك عبدالله الرياضية حيث ملعب الجوهرة وملعب آخر رديف صُمم ونُفّذ من أجل احتضان المباريات في حال إجراء أعمال الصيانة على ملعب الجوهرة. في جدة، لا يوجد إلا ناديان جماهيريان وهما الاتحاد والأهلي أما الربيع فهو فريق درجة ثانية ولا يمتلك جماهير وبالتالي فإن ملعب الجوهرة كاف لاحتضان جميع مباريات هذه الفرق. قد يقول قائل أن الملعب الرديف للجوهرة لا يتحمل جماهير الاتحاد والأهلي في خلال أوقات صيانة ملعب الجوهرة، ولكن هذا الأمر سهل جدولته كما فعل اتحاد القدم حاليا حيث جعل المباريات الأولى للفريقين في دوري السنة القادمة خارج جدة، ولا ننسى أن الصيانة الحالية لملعب الجوهرة ليست دورية وإنما بسبب علاج سوء أرضية الملعب ومتى ما تمت بنجاح فإن الصيانة القادمة ستكون وقائية ومجدولة سلفًا بين إدارة الملعب واتحاد القدم بحيث لا تتعارض مستقبلًا مع مباريات الفريقين، وبالتالي ليس هناك من جدوى أبدًا لتوسعة ملعب عبدالله الفيصل وخسارة ملايين الريالات. لو كانت جدة تملك أكثر من الاتحاد والأهلي والربيع، ولو كانت هناك رؤية واضحة لاستضافة وإقامة بطولات دولية تتطلب حضورًا جماهيريًّا كثيفًا، لكان أمر توسعة ملعب عبدالله الفيصل مجديًا ومفيدًا حتى وإن تتطلب ذلك صرف ما تم اعتماده من ملايين. أما وأن الأمر يقتصر فقط على الثلاث فرق لا غيرهم، فالأجدى إبقاء الملعب كما كان عليه سابقًا ووقف أعمال التطوير فورًا (التي لم تتحرك ساكنًا وتلك مصيبة أخرى) وصرفها في أمور أخرى تعود بالفائدة الملموسة والسريعة على شباب الوطن. أيضًا من الممكن الاستفادة من الملعب بوضعه الحالي في إقامة المهرجانات الوطنية والموسمية وتمكين جهات ثقافية وشبابية واستثمارية أخرى مثل جمعية الثقافة والفنون والغرفة التجارية بجدة في تقديم أفكارهم وبرامجهم لأكبر شريحة من الحضور. علي مليباري تويتر AliMelibari@