الملايين العاشقة حد الثمالة لفنون وإمتاع المستديرة، تابعت موقعة أشبه ما تكون في الدوري الإسباني أو الإنجليزي من حيث الإبهار الكرنفالي والحضور الجماهيري الطاغي والأجواء الكروية الماتعة التي كانت عليها سهرة السبت النارية، وشاركني واستمتع معي كل من شاهد الملكي والعالمي بمباراة قلما تشاهد مثيلا لها إلا في مباريات النهائيات، بل إن هناك من وصفها بأنها أشبه ما تكون بمباراة كؤوس. هذا الجمال وذاك الرونق الذي غلف مباراة الأهلي والنصر كان متفردا في كل شيء ومتميزا لا يعرف عنوان له إلا أنه من صنع مجانين الملاعب وجمهور خط النار الذي أبهر وتغنى وهدر وعنون للجميع أن هذا هو عشق الأهلي، وحينما يحضر الملكي تصادر كل الأفضليات وتلغى جميع الاجتهادات ويتوقف الكل ليتعلم دروسا وينتشي طربا ويصفق فرحا ويبكي عشقا مع كل إيماءة مجنونة لك العهد والعشق والانتماء وخلفك نمضي صباح مساء.. هذا الحضور المبهج والتفاعل المزمجر الذي لا يتوقف لا يحدث في ملاعبنا إلا من مجانين الأهلي وعشاقه المتيمين به حد اللا معقول، وليعذرني بقية مشجعي الفرق الأخرى، ومع كل التقدير لاجتهاداتهم، فجمهور النادي الأهلي ومجانينه هم الرقم الصعب وعلامة مميزة وفارقة في مدرجات وملاعب المملكة والخليج بأسره، ويكفينا فخرا أن المجانين بأهازيجهم وشيلاتهم الآسرة بات وأمسى وأصبح يرددها كل عاشق لفن اللعب الكروي الراقي ومحب للملكي ولا شيء غيره. مقالة للكاتب مصطفى الفقية في جريدة عكاظ