ليس بيني وبين الأسباني لوبيز كارو مدرب منتخبنا الأخضر خصومة، وليس بيني وبينه ما يمنحني الحق لانتقاده على المستوى الشخصي أو انتقاده لمجرد الانتقاد، ولكن بيني وبينه على المستوى الفني (منتخب وطن) يعتبره كل غيور على الكرة السعودية خطا أحمر لا يمكن المساس به أو العبث بتاريخه من أي شخص كان. لوبيز الذي كثُر الجدل حوله وما زال مستمرا بسبب قناعاته الفنية واختياراته العشوائية لبعض اللاعبين وإقصائه للبعض الآخر دون وجه حق، واصل السير عكس الاتجاه، ضاربا بكل الانتقادات والنداءات التي وجهت له عرض الحائط، وأصم أذنيه أمام آراء المدربين المواطنين واللاعبين السابقين والإعلاميين المخضرمين، مُصرا على تنفيذ سياسته العقيمة التي لن يجني من خلالها منتخبنا سوى التعب. لوبيز الذي حرم لاعبين من نيل شرف الانضمام للمنتخب والدفاع عن ألوانه دون سبب مقنع لم يقتصر عبثه عند هذا الحد بل زاد «الطين بلة» عندما أقرّ معسكرا للمنتخب مع نهاية الموسم الرياضي الطويل حارما اللاعبين من الراحة السلبية والتمتع بإجازتهم السنوية والتفرغ لقضاء بعض الوقت مع أسرهم قبل مزاولة نشاطهم استعدادا للموسم الجديد. لوبيز الذي يُثبت لنا يوما بعد آخر عدم قدرته على قيادة الأخضر لبر الأمان، فشل في إيجاد توليفة مناسبة لخوض المباراة الودية أمام منتخب مولدوفا المغمور، وبسبب ركنه للنجوم على «البنش» وإشراك لاعبين في غير مراكزهم تلقى أخضرنا خسارة موجعة بالأربعة وهي النتيجة التي لم يتوقعها أكثر المتشائمين. من يصدق أن تشكيلة المنتخب الأساسية في تلك المباراة لم تشهد مشاركة أي لاعب من فريق النصر «بطل الثنائية»!! إذا كان اللاعبون غير مؤهلين لياقيا فلماذا استدعاهم للمعسكر الترفيهي؟ وإذا كانوا مؤهلين لياقيا وفنيا لماذا لم يشركهم منذ البداية؟ وما الحكمة أصلا من هذا المعسكر إذا ما أخذنا في الاعتبار أن أول استحقاق للأخضر سيكون بعد ستة أشهر؟. بصراحة ما يحدث في المنتخب من فوضى تدفعني للتساؤل.. لماذا اعتذر سلمان القريني عن إكمال مهمته كمشرف على الأخضر؟ ولماذا ربط استمراره برحيل لوبيز؟ وهل الألوان لها دور في اختيار اللاعبين أو مشاركتهم بصفة أساسية؟ أخيرا.. إذا كان أحمد عيد رئيس اتحاد كرة القدم غير قادر على تحصيّن المنتخب من الداخل والخارج وجعله نصب عينيه ووقف عبث المدرب المُفلس والعمل الجاد لإعادته لمكانته الطبيعية على الخارطة العالمية، عليه أن يستقيل فهو ليس أفضل من الأميرين سلطان بن فهد ونواف بن فيصل اللذين ترجلا عن رئاسة اتحاد القدم بسبب إخفاقات المنتخب السابقة. تويتة على الورق.. ظهر نجم النصر محمد السهلاوي نهاية الموسم عبر برنامج «صدى الملاعب» مع الزميل مصطفى الأغا وقال بالحرف الواحد «لقد ظُلمت كثيرا مع المنتخب وهناك من يحاربني لأنني نصراوي» تصريح خطير من نجم كبير، يجب أن نتوقف عنده ولا يمر مرور الكرام، فهو يؤكد أن خلف الأكمة ما وراءها. مقالة للكاتب علي السلمي عن جريدة اليوم