تراجعت أسهم مدرب منتخبنا السعودي الأسباني لوبيز كارو بعد الخسارة الثقيلة التي مُني بها الأخضر من منتخب مولدوفا ودياً 4-صفر، وأثار المستوى الباهت الذي ظهر به اللاعبون حفيظة واستياء الجماهير السعودية التي كانت تعتقد بأن منتخب بلادها تجاوز المرحلة التي يخسر فيها بمثل هذه النتائج الكبيرة خصوصاً وأنه واجه خصماً متواضعاً يقبع في المرتبة ال 99 في التصنيف الدولي الأخير الذي صدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، وأخطأ الأسباني كارو في حق نفسه عندما منح معارضيه فرصة ذهبية لتجديد المطالبات بإلغاء عقده عقب أن شوه سمعته بل إنه هدم مابناه في الفترة الماضية التي جعل خلالها الإعلام السعودي يتغنى به وبنتائج منتخبنا المميزة في التصفيات الآسيوية. الإرهاق والتشبع قالا كلمتهما.. ولوبيز شوه صورته وهدم مابناه ففي بلاده لم يفلح لوبيز في تقديم منتخب قوي يُطمئن الجماهير السعودية، إذ قدم اللاعبون أداءً هزيلاً أعاد أذهاننا لفترة سابقة كان يظهر فيها منتخبنا منافساً سهلاً لخصومه، ويتحمل المدرب الأسباني مسؤولية فشل المعسكر المتوقع كون توقيته غير مناسب إطلاقاً فليس من المعقول أن تقيم معسكراً كهذا بعد موسم شاق دام أكثر من ثمانية أشهر خصوصاً وأن أقرب استحقاق رسمي للأخضر السعودي بعد أكثر من سبعة أشهر وبالتحديد مع الصين في نهائيات كأس أمم آسيا، وظهر جلياً خلال المباراة الودية مع مولدوفا تشبع اللاعبين ولعبهم وكأنهم مجبورين عليها. نتقبل من لوبيز قرار المعسكر المقام حالياً في أسبانيا لو أنه اعترف بأن الهدف منه "السياحة" وتعريف اللاعبين على السياحة في بلاده وأنه اتفق معهم وإدارة منتخبنا على هذا الأمر، أما غير ذلك فهو غير مقبول أبداً، فاللاعبون وخصوصاً الأسماء التي اختارها بحاجة إلى الراحة بعد نهاية العام الموسم لاسيما وأن الموسم المقبل سيكون مرهقاً كونه سيشهد استحقاقين دوليين مهمين هما بطولتا كأس آسيا ودورة الخليج، ولا يمكن أن نبرئ اتحاد القدم وإدارة المنتخب السعودي من المسؤولية كونهم شركاء في المعسكر الأسباني الذي لم يقام إلا بعد موافقتهم، وكان من الأولى أن يُناقش المدرب في ذلك حتى يقدم أسباباً مقنعة تجعلهم يوافقون رأيه ويقررون إقامة المعسكر. وإذا ما وافقنا لوبيز في رأيه بضرورة إقامة المعسكر لا نعلم على أي أساس وقع الاختيار على منتخبي مولدوفا وجورجيا لخوض المباراتين الوديتين، فهنالك 32 منتخباً متأهلاً لنهائيات كأس العالم 2014م التي ستقام في البرازيل يعتبرون صفوة المنتخبات العالمية وهم أولى من غيرهم بمواجهتهم خصوصاً وأنهم يبحثون أيضاً عن إقامة مباريات ودية في هذه الفترة، إذ ستخرج من هذه المباريات بفوائد عدة وفي أسوأ الحالات هنالك حافز للاعبين لبذل مجهودات مضاعفة والتغلب على عامل الإرهاق وغيره عندما يواجهون منتخبات بحجم البرازيل أو إيطاليا أو إنجلترا وغيرهم من المنتخبات الكبيرة، كون اللاعب في مثل هذه المباريات يسعى إلى إبراز اسمه وتقديم كل مالديه بخلاف الحال عندما تواجه منتخبات متواضعة كمولدوفا وجورجيا. نتمنى أن تكون هنالك وقفة جادة وحازمة من مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم للتصدي لمثل هذه القرارات العشوائية التي تنتج لنا معسكرات هزيلة تسيء لسمعة الرياضة السعودية في المقام الأول والأخير، وحتى يفعل اتحاد القدم ذلك نطرح تساؤلاً عريضاً للمدرب الأسباني كارو والجهاز الإداري حول الفائدة المنتظرة من هذا المعسكر إذا ما أخذنا في عين الإعتبار أن أقرب استحقاق دولي في شهر يناير من عام 2015م؟.