فوجئنا جميعًا نحن معشر العرب , بالظهور السيئ والمستوى المتدني للأخضر السعودي في الأمم الأسيوية الحالية في الدوحة , الذي لطالما تفاخرنا بإنجازاته ونجاحاته المتعددة فيها , والتي أصبحت علامةً بارزةً وظاهرةً فارقة ًفي مسيرة الكرة السعودية , وعولنا كثيراً هذه المرة بالذات بالعودة بالكأس الآسيوية من الدوحة بحكم الجوار, وميزة الأخضر اللعب على أرضه باعتبار الخليج بلدًا واحدًا , ولكن ما لم يكن على البال وقع , خسرنا المواجهات الثلاثة وتذيلنا القائمة , وخرجنا من الدور الأول , وعدنا لديارنا بخفي حنين . نحن لا نريد أن نضغط على الجرح الغائر, ولكننا باختصار شديد جدًا, نريد أن نبحث عن علاج , نريد أن ندق ناقوس الخطر , الذي عودتنا عليه كرتنا السعودية في السنوات الأخيرة , ولكن للأسف مع نهاية كل بطولة أو دورة , عندما نكتشف مستوانا الحقيقي . بعيدًا عن العواطف والشعارات الرنانة , تعالوا نحاول كشف حسابٍ مبكرٍ, ونتحسس موقعنا على الخارطة الرياضية . ونأمل في نفس الوقت أن تصلح المشاركات القادمة من صورتنا . إذ لا يمكن لي أن افهم أو أتفهم , لماذا هذه التقلبات في مستوى الأخضر؟. أود أن أتعرف على مبررٍ واحدٍ أو سببٍ وحيدٍ لما يجري نزولًا أو صعودًا في مستوى المنتخب ! إذ يصيبني الدوار حين أفكر أو أقوم بمحاولة لفك الغموض الذي يلف هذا الوضع الغريب في مستوانا ! أقف أمام ما أراه ويراه غيري حائرًا عاجزًا عن التوصل إلى تفسيرٍ يجيب عن تساؤلات جمهور الأخضر . فالدعم السخي متوفر , وإقامة المعسكرات الخارجية والداخلية في تصاعد وكفاءات لاعبينا في كافة المراحل العمرية ممتازة , وأمام كل هذه المعطيات الإيجابية التي يفترض أن تساعد المنتخب على الاندفاع نحو المنافسة والتألق . فما الذي حصل حتى نظهر بهذا المستوى المتدني ؟ فهل من توضيحٍ لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم , يجيب على هذه الأسئلة ومثلها كثير؟ أم انه سيتعامل معها ببرود وعدم مبالاة وكأنه غير معني بالأمر . لا نريد أن نتباكى على ما آل إليه مستوانا , و يعتقد من يعتقد أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان . ولا يعقل أن نبحث عن مبررات لهذا الذي يحدث لمنتخبنا , من باب الدفاع الغير المشروع, وهناك من مواطني المملكة والعرب من وضع كل أمله في الأخضر , ليفاجأ بأن منتخبه مازال غارقًا في قاع الترتيب . ولا يمكن أن يلام من يكتب عن منتخب يترنح , طالما أنه لم يسمع كلمة من مسؤول, تكون مقنعةً أو منسجمةً مع الواقع . لي ولغيري أن يتساءل , ماذا بقي من قرارات لتحريك دفة المنتخب إلى الأمام ؟ وتوجيهه الوجهة السليمة . فجميع الظروف مهيأة للنجاح , وبقي دور الاتحاد إذ هو المعني بمتابعة أحوال المنتخب , وتتبع الأخطاء ومعرفة الأسباب والوصول إلى حقيقة الوضع . وهذا الاتحاد بإدارته الجديدة بقيادة الأمير نواف بن فيصل, أعتقد أنه بإمكانه أن ينجح في أداء دورٍ كبير ٍومهم , بل إنني على يقين من جديتهم في العمل والسعي لما يخدم تطور الكرة السعودية وعودتها إلى مكانتها الطبيعية على الخارطة الرياضية . وما هو ضروري أن يفعله الاتحاد هو أن يزيد من الجهد المبذول في البحث عن العلاج , وأن يضع كشف حسابٍ مبكرٍ لمعرفة أسباب الوضع المتدني والمستوى السيئ الذي لا يسر عدوًا ولا حبيبًا , وعليه أن يتحرى النتائج والخروج بأسبابٍ جوهريةٍ لمعالجتها , ليكون منتخبنا قويًا وندًا لا تلين له قناة . على الاتحاد أن ينظر إلى المشاركات المقبلة, وتبني الإعداد الصحيح الجيد حتى نمسح الصورة المهزوزة التي رسمناها في الدوحة , ونعيد رسم الملاحم الإبداعية التي أتقناها قبل ذلك وبشهادة الآخرين . باختصار علينا أن ننسى هزائمنا من مخيلتنا ,ولكن بعد أن نخرج بأسباب جوهرية للفشل الذريع, وعلينا أن نعتبرها كبداية جديدة لصحوتنا , وأن نبدأ ونتذكر أننا أبطال.