تمكن باحثون لبنانيون مؤخرا من تطوير نسخة جديدة من المفاعل الحيوي "أر آي تي أي" لزراعة الأنسجة النباتية الذي يساعد على تكاثر الأنسجة المستأصلة من النباتات بأقل كلفة وبكفاءة وبمعدلات أعلى للبقاء . كشف ذلك لوكالة الأنباء السعودية الباحث اللبناني راغد الحسن المتخصص في دراسة تقنية الأنسجة النباتية ، مشيرا إلى أن زراعة أنسجة النخيل في السابق كانت تتطلب 5 سنوات للإكثار أما اليوم فهي لا تتجاوز العام أو حتى أقل لإنتاج مليون شتلة نخيل حيث أصبح بإمكان المزارع أن يختار أفضل نخلة في بستانه ويقوم بإكثارها الى مليون شتلة خلال مدة زمنية أقصاها عام ومطابقة للنخلة الأم . وبين الحسن أن زراعة الأنسجة النباتية "أساسا" ليست جديدة على مستوى العالم لكن إنتقالها إلى منطقتنا العربية حديثا نسبيا وهي تقنية تستعمل لإكثار الأشجار وجميع أصناف النباتات بفترة قصيرة جدا ولإنتاج كميات كبيرة منها تصل إلى مليون شتلة لأشجار أو نباتات في مدة لا تتجاوز 12 شهرا حيث يتميز النبات المنتج بطريقة زراعة الأنسجة عن الزراعة التقليدية بأن النبات المنتج يكون مطابقا للأم أي الأصل في موروثها الجيني وخال من الأمراض ومن الفطريات . وأوضح أنه يمكن استعمال زراعة الأنسجة النباتية لكافة المنتوجات الزراعية لا سيما زراعة الأشجار المثمرة والبطاطا كما تستعمل في إكثار نباتات الزينة الخارجية والداخلية ، لافتا إلى أن زراعة الأنسجة النباتية قد تكون حلا ناجحا لإكثار النباتات المهددة بالانقراض وإعادتها الى موطنها بكميات أكبر ، مشيرا إلى أنه يجري حاليا في لبنان عملية إكثار "الليوم كانديدوم" وهو أحد أنواع البصيلات وأصناف من أزهار السوسن اللبنانية وجميعها مهدّدة بالانقراض . وشرح راغد الحسن ماهية تقنية زراعة الأنسجة النباتية التي تعتمد على أن يقوم المزارع بوضع الأنسجة المستأصلة من النبتة في مفاعل حيوي والذي يتألف من محيط بيئي تتوفر فيه كل المواد المغذية للنبتة بالإضافة الى هورمونات نباتية مصنعة (غير مؤذية للإنسان) تساعد على توجيه نمو الأنسجة كما يختار المزارع أما هورمانات توجه النسيج لإنماء الجذور أو للإكثار أو لتزداد طولا . // انتهى //