أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عزوجل في السر والعلن وإتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته وتذكر الوقوف بين يدي الله يوم الحساب يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام : " إن للمتقين من كمال الحرص على اتقاء الفتنة والحذر من سلوك سبيلها مالا نظير له ولا مزيد عليه يحدوهم على ذلك يقين لا يتزعزع بما جاء عن الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بالتحذير من غوائلها والدلالة إلى سبيل السلام من شرورها والإرشاد إلى الطريق الواجب انتهاجه في زمنها من مثل قوله تعالى (( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب )) ومن مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به ). وأضاف فضيلته : " أن للفتنة خطر عظيم وضرر شديد تعم به البلوى وقد جاء الكلام عليها فيما بينه أهل العلم فقال ابن القيم رحمه الله الفتنة نوعان: فتنة الشبهات وهي أعظم الفتنتين وفتنة الشهوات وقد تجتمعان في العبد وقد ينفرد بإحداهما ففتنة الشبهات من ضعف البصيرة وقلة العلم لاسيما إن اقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى فهنالك الفتنة العظمى والمصيبة الكبرى وقد أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن إتباع الهوى يضل عن سبيله وهذه الفتنة مآلها إلى الكفر والنفاق وهي فتنة المنافقين وفتنة أهل البدع على حسب مراتب بدعهم ولاينجي من هذه الفتنة إلا إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء أمر به ونهى عنه دون تحكيم الهوى في ذلك فلا يتلقى إلا عنه ولا يؤخذ إلا منه". ومضى فضيلته يقول " أما النوع الثاني من الفتن ففتنة الشهوات وتقديم الرأي على الشرع أصل فتنة الشبهة وتقديم الهوى على العقل أصل فتنة الشهوة والشبهات تدفع باليقين وفتنة الشهوات تدفع بالصبر ولذلك جعل سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين قال سبحانه وتعالى (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون )) فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين فبإكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة". وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله سبحانه وتعالى حذر عباده من سبب هو من أعظم أسباب الفتنة في الدين ومن أظهر بواعث الفرقة بين المسلمين وهو مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهجر سنته وطريقته قال سبحانه وتعالى (( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )). وقال فضيلته إن من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول أو عمل فهو مردود على صاحبه امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم // من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد //. // يتبع //