بدأ وزراء الدفاع لدول الاتحاد الأوروبي سلسلة من المشاورات في مقر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل في اجتماع يستغرق يوما واحد ويرأسه وزير الدفاع البلجيكي بيتر ديكريم الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الأوروبية. ويعدّ هذا اللقاء هو الأول من نوعه أوروبيا حيث سيعقده وزراء الدفاع اجتماعهم بشكل مستقل دون مشاركة وزراء الخارجية الأوروبيين. وقال مصدر في المجلس الوزاري الأوروبي ان المحادثات التي تجري بحضور ممثلة السياسة الخارجية العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون مكرسة بشكل شبه تام إلى معاينة حفز القدرات العسكرية على الصعيد الأوروبي وتفعيل الأداء العسكري للتكتل الذي يضم سبعا وعشرين دولة. ومن المقرر أن يشارك الأمين العام لحلف شمال الأطلسي / الناتو / اندريس فوغ راسموسن في جانب من اللقاء في وقت يشهد فيه الناتو والاتحاد الأوروبي جدلا فعليا بشأن طبيعة العلاقات بينهما أولا وتداعيات الأزمة المالية والاقتصادية الحالية على هذه العلاقات ثانيا. ويخشى الناتو من ان يتم إهدار الكثير من الجهد والمال في شؤون دفاعية أوروبية خاصة على حساب التحالف الأمني القائم بين الدول الغربية الذي يدعو إلى تقاسم المهام وتحمل أعباء وتكاليف إعادة هيكلة القوات الأوروبية والأطلسية بشكل منظم ومدروس. ولا تزال العلاقات الأطلسية الأوروبية متعثرة بسبب رفض تركيا تمكين الأوروبيين من بعض من القدرات العسكرية للناتو وبسبب تداعيات أزمة قبرص. ويبحث وزراء الدفاع الأوروبيون خلال اجتماعهم هذا وثيقة ألمانية سويدية حول تكثيف التعاون العسكري في أوروبا وهي المسألة التي باتت أولوية أوروبية. ويسعى المسؤولون العسكريون في الاتحاد الأوروبي إلى إرساء نهج موحد للدفاع والأمن في موازاة ترأسهم في بداية ديسمبر الجاري أول قسم للعمل الدبلوماسي الأوروبي برئاسة كاثرين اشتون. وتدعو الوثيقة الألمانية السويدية إلى المزيد من التنسيق والتعاون على صعيد البحوث والتطوير الأمر الذي من شأنه "تحسين فاعلية" المكتسبات عبر تقليص الكلفة إلى حدها الأدنى. وإضافة إلى شؤون الدفاع الأوروبي والأطلسي واستخلاص دروس الأزمة المالية يبحث الوزراء قضايا أمنية إقليمية متفرقة حيث يتبادلون آخر المعلومات بشأن الجهود التي تقوم بها القوة البحرية الأوروبية / اتلانتا / في مجال مكافحة أنشطة القرصنة البحرية قبالة الصومال كما يتشاورون بشأن تطورات الموقف الأفغاني في وقت تواجه فيه حكوماتهم ضغوطا داخلية متصاعدة لإعادة النظر في انتشار قواتها في افغانستان. // انتهى //