كل شيء في موريتانيا أنصبغ بالحياة الرمضانية واستظل بظلال الرحمة التي يضفيها هذا الشهر الكريم كل سنة على الحياة العامة. فعلى مستوى العاصمة نواكشوط تغير نمط الحياة عما كان عليه: فدوام العمل أصبح يبدأ من التاسعة لينتهي في الساعة الرابعة والأسواق تغيرت زحمتها فهي في الصباح الباكر تخلو من المتسوقين ومع انتهاء صلاة الظهر تراها غاصة بالمشترين والمتبضعين. ويكثر الإقبال على أسواق المواد الغذائية كالمخابز وأسواق اللحوم والخضروات حيث تشاهد طوابير المتسوقين والمتمونين. وافتتحت الحكومة دكاكين مدعومة فيها أسعار المواد الأساسية المستوردة في غالبها من الخارج،وتشاهد طوابير طويلة أمام الدكاكين العمومية طيلة النهار. أما المرفق الرئيسي في الحياة الرمضانية فهو المسجد حيث المحاضرات تلقى بعض ظهر كل يوم ضمن برنامج يتعاقب فيه علماء البلد وحيث تقام صلاة التراويح كل ليلة وحيث يقبل العاكفون على تلاوة القرآن العظيم. وغيرت الإذاعة والتلفزيون برامجهما لتتسق مع روحانية الشهر فالمسلسلات دينية والبرامج المباشرة دينية أيضا فالعلماء فيها يفتون والأطباء يتقدمون بنصائحهم للصائمين. ومع أذان المغرب تخلو الشوارع من المارة ليقبل الصائمون على موائد الإفطار التي تضم وجبات تطورت متأثرة آنا بالمطبخ الشرقي وآنا آخر بالمطبخ المغربي. وتتصدر /شربة الحريرة/ المغربية مائدة الإفطار الموريتانية بعد أن استوردت المطابخ الموريتانية طريقة تحضيرها التي تمزج بين التوابل المختلفة والمرق اللذيذ. أما التمور فتتصدرها التمور السعودية بألوانها الزاهية وطعمها اللذيذ وتوجد إلى جانبها تمور تونسية وجزائرية. ومن عادات رمضان أن يتبادل الصائمون الزيارات صلة للأرحام وربطا للوشائج وأن ينفق الأغنياء على برامج إفطار الصائمين المنفذة في مساجد العاصمة. إنه رمضان شهر الله الذي يلقي بظلاله كل سنة على المجتمعات الإسلامية بمختلف أجناسها وأعراقها فيستقبله كل مجتمع بالترحاب ويجتهد فيه الكل رغبة في الخير وابتغاء لرضوان الله. // انتهى //