استضافت مدينة الدارالبيضاء أمس فعاليات ندوة نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب حول موضوع / قضايا الإسلام و المسلمين في الإعلام / على هامش فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر المنظم في دورته الخامسة عشرة إلى 23 من الشهر الحالي وشارك في هذه الندوة عدد من العلماء ورجال الإعلام والمثقفين. وقد بحث المشاركون في الندوة مدى تحمل الإعلاميين العرب والمسلمين لجزء من المسؤولية في عدم تقديم صورة بديلة عن الإسلام والمسلمين ومدى انزلاق ممارسات بعض المسلمين إلى مسالك تسيء إلى صورة دينهم ومواطنيهم في الغرب. وفي افتتاح الندوة أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب الدكتور أحمد عبادي أن أزمة الخطاب الإعلامي الحالية صادرة عن عدم فهم التضاريس العقلية التي تتم مخاطبتها ، داعيا إلى إعلام يحترم الأنساق التي تنقل إليها المعلومة وذلك بهدف التأثير على المتلقي الغربي مع احترام ذهنيته وشخصيته. وأبرز الدكتور عبادي أن الإعلام , وهو ظاهرة تؤطرها أنساق تصورية , فتجعل منه إما إعلاما / سلاحا / أو / بضاعة / أو / جسرا / ، موضحا أنه لا يمكن أن نفصل الإعلام عن الأبعاد الاعتقادية والمفاهيم التصورية والسياقات التي يتموقع فيها أي إعلام. ومن جانبه أكد رئيس مركز دراسات الإعلام العربي الإسلامي بجامعة هامبتون ببريطانيا نور الدين ميلادي , أن الإعلام الغربي تبنى إلى حد كبير خطابا إستشراقيا في التعامل مع الظاهرة . وأوضح أن الإعلام الغربي يطمس في غالبية تغطياته الصحفية الحقيقة من خلال نوعية الخطاب الذي يتبناه وفي تجاهل التاريخ وفي تسطيح العقل الغربي ومسح ذاكرته. أما رئيس مركز بحوث الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة حميد بسيوني فابرز, من جهته , أن الإعلام الغربي يتميز بازدواجية في المعايير عند تعامله مع قضايا الإسلام والمسلمين, معتبرا أن الإعلام الغربي يحتكم إلى / رؤية الأنا / وذلك قصد تصدير النموذج الثقافي الغربي وتساءل الباحث عما إذا أنتج الشرق رسالة إعلامية تكون في مستوى فهم وإدراك الغرب, وعما إذا طور أدوات الإعلام لديه. ودعا باقي المشاركين في مداخلاتهم إلى العمل على بلورة إستراتيجية إعلامية عربية وإسلامية تتفهم عقلية الآخر بغية تغيير الصورة النمطية التي كونها الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين. // انتهى // 2122 ت م