أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأن الرضوخ للشروط الإسرائيلية التي لا تنفذ بداية مما يسمي وقف تهريب السلاح من خارج القطاع وإلقاء السلاح في داخله يفتح شهية السفاحين الإسرائيليين لفرض شروط أخرى تبدو مكافأة لهم علي قتلهم النساء والأطفال في غزة ويشجعهم علي شن المزيد من الاعتداءات التي لن تعدم وجود مبررات مثل إطلاق صواريخ من غزة أو نصب كمائن فلسطينية للقوات الإسرائيلية وغير ذلك من الوسائل المشروعة للرد علي العدوان الإسرائيلي المستمر. وسلطت الصحف الضوء على ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية عقب قرارها وقف إطلاق النار في غزة من جانب واحد أنها حققت أهدافها ووجهت ضربات قاصمة للمقاومة الفلسطينية وأخذت تفرض الشروط شرطا بعد الآخر متهربة من الاستجابة للمطالب الدولية بفتح المعابر ورفع الحصار عن القطاع المنكوب بعدوانها البربري الوحشي الذي لم يسبق له مثيل في العصر الحديث. وفي شأن دولي آخر أكدت الصحف أن التقرير المتشائم الذي أصدرته منظمة العمل الدولية وتوقعت فيه اختفاء51 مليون وظيفة خلال العام الحالي هو ناقوس خطر جديد يشير إلي أن تداعيات أزمة الاقتصاد العالمي مازالت في بداياتها وأن القادم أسوأ ما لم يتوصل العالم إلي أفكار وسياسات غير تقليدية تخفف من حدة الأزمة. وقالت انه في مواجهة ذلك تتسارع الإجراءات التي تتخذها دول العالم خاصة الغنية منها لمواجهة الأزمة .. موضحة في الوقت نفسه أن ثمار هذه الإجراءات لن تظهر إلا بعد فترة ليست بالبسيطة. ورأت الصحف أن الأضرار ستقع لا محالة وهي وقعت بالفعل وتظهر في عمليات الاستغناء واسعة النطاق عن العمال والإفلاس والإغلاق لشركات ومؤسسات عديدة .. مشددة على أن التأثير الأسوأ حسب معظم التقارير سيكون في الدول النامية التي ستعاني أكثر من غيرها لأنها لم تستعد بما يكفي وليس لديها الإمكانات لفعل ذلك. واستطردت قائلة إذا كانت الدول الكبرى قد أقرت خططا عديدة لتحفيز الاقتصاد لديها وضخت مئات المليارات في الأسواق لتنشيط وتسريع عملية الاقتصاد فإن دول العالم الثالث لم تفعل شيئا تقريبا سوى انتظار تداعيات الأزمة ولن يكون الحل من داخل هذه الدول الفقيرة بل يأتي من خلال خطة دولية تقودها الأممالمتحدة أو المؤسسات المالية الدولية وتتضمن تخصيص مبالغ مالية كبيرة لإعادة تنشيط اقتصاديات دول العالم الثالث لأن من مصلحة العالم المتقدم أن تنهض اقتصاديات الفقراء حتى لا تظل عبئا علي اقتصادياته. وخلصت الصحف إلى القول إن هناك مشكلة بطالة كبرى تجتاح العالم الآن منذ انطلاق الشرارة الأولي للازمة المالية العالمية عندما انهار سوق الرهن العقاري بالولايات المتحدة ولم ينج من توابعها أي جزء في العالم ..داعية الجميع إلى الاستعداد بشكل جيد لما هو قادم واتخاذ كل التدابير اللازمة لتفادي الأزمة أو الحد من تداعياتها علي الصعيد الداخلي في كل دولة أو علي الصعيد الدولي. // انتهى // 1057 ت م