استغربت الصحف المصرية الصادرة اليوم المواقف المتضاربة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلال زيارته الأخيرة للقاهرة التي أكد خلالها رغبة إسرائيل في دفع عملية السلام والتوصل إلى تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقبول إسرائيل للرؤية الأمريكية القائمة على حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية .. مشيرة إلى في الوقت نفسه إلى أن بيريز ردد على العكس من ذلك نفس المقولات التي يرددها غلاة اليمين المتطرف في إسرائيل وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان وهي التأكيد على يهودية الدولة الإسرائيلية. ورأت أن الشرط المسبق الذي يكرره القادة الإسرائيليون يفترض قبول الفلسطينيين أولا أن تكون إسرائيل دولة يهودية خالصة وهو ما يعني قبولهم ضمنا بالتخلي عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين كما يعني تهديد مستقبل عرب إسرائيل الذين يشكلون نسبة لا بأس بها من سكان هذه الدولة وربما المطالبة مستقبلا بترحيلهم أو مبادلتهم مع مدنهم وبلداتهم التي يقيمون بها حاليا بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية. وأكدت الصحف أن التحذير الذي وجهه الرئيس المصري حسني مبارك من مخاطر فشل عملية السلام كان واضحا وصريحا بما يكفي لإيقاظ الكثيرين ممن يحاولون إضاعة الوقت في المماطلة والتسويف وإغراق الآخرين في دوامة المفاوضات دون جدوى أو إحراز أي تقدم ملموس على أرض الواقع. وقالت أن قادة إسرائيل إذا كانوا صادقين في رغبتهم بالتوصل إلى تسوية تنهي الصراع العربي الإسرائيلي فلن يكون ذلك ممكنا إلا من خلال القبول بقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية مع تسوية قضية اللاجئين .. مشددة على القول أن مواصلة المماطلة والتسويف وتكرار المواقف السابقة لن تؤدي إلى أي نتيجة بل ستزيد مشاعر الإحباط واليأس الأمر الذي يمكن أن يقود إلى تداعيات لا يعلم أحد مداها. وعلى صعيد آخر قالت الصحف أن شعوب إفريقيا ودول العالم الثالث تنتظر باهتمام كبير لما ستسفر عنه قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى والدول ذات الإقتصادات البازغة في إيطاليا للمساعدة في حل مشكلاتهم اليومية خاصة مشكلة ارتفاع أسعار الأغذية وعدم كفايتها في كثير منها مما أدى إلى زيادة أعداد الفقراء في الشهور الأخيرة بمقدار100 مليون نسمة في إفريقيا وحدها. وخلصت الصحف إلى القول أن الرؤية المصرية التي يقدمها الرئيس المصري حسني مبارك خلال هذه القمة تتمثل في ضرورة قيام نظام اقتصادي عالمي عادل تشارك فيه جميع الدول بتعاون وشفافية بعيدا عن السياسة الاحتكارية ومحاولات وفرض الهيمنة التي أدت إلى زيادة الدول الفقيرة فقرا وضرورة مشاركة الدول المتقدمة مع الدول النامية في مواجهة تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية وإزالة الإجراءات الحمائية والحواجز التجارية وفتح أسواقها أمام منتجات دول العالم الثالث. //انتهى// 1201 ت م