بعد عناء البحث عن مقر سكنهما في مشعر منى لساعات طويلة وتبدد الأمل بالعثور عليه وبدا اليأس يدق في نفسيهما , لاح إليهما الفرج وتحول اليأس إلى فرحة لقيا الأهل والأحبة على يد شاب من رجال الكشافة, فانهمرت الدموع من عيني إحدى ضيوف الرحمن التي لم تجد أسلوبا للتعبير عن فرحتها بعودتها هي وأختها إلى ذويهما غير البكاء , فيما طالب حاج آخر بتكريم الكشاف الذي أرشده عبر الخريطة إلى موقع مخيمه الذي افتقده لأكثر من ست ساعات , في المقابل أصرت مجموعة أرشدها أحد الكشافة على دعوته لتناول وجبة الغداء معهم . هذه قصص من جملة القصص والمواقف التي يتعرض لها الكشافة العاملون في مراكز إرشاد الحجاج التائهين بالمشاعر المقدسة. ولدى جمعية الكشافة السعودية الكثير من القصص حيث أرشدت أكثر من 13 ألف حاج حتى صباح الأمس فهم يعملون دون كلل ولا ملل ودعوات الحجاج ترفع معنوياتهم لا ينتظرون إلا ثواب ربهم ، لم يتركوا محتاجا ولا ضائعا ولا ضعيفا إلا احتووه باهتمامهم. وبدأت القصة الأولى حينما وصلت حاجتان من جمهورية مانمار الإسلامية إلى مركز الكشافة وهما في قمة الإجهاد ، ليس لديهما ما يستدل على مقر السكن في منى ، وتعامل معهما أحد أفراد الكشافة بكل رفق ولين وعندما شعرتا بالمعاملة الحسنه انخرطت إحداهما في نوبة بكاء بينما اشتغلت الأخرى بالدعاء للكشاف وهي رافعة يديها، فأرشدهما إلى مقر سكناهما فقررتا دعوة الكشاف إلى وليمة غداء لكنه اعتذر بأسلوب طيب وعاد ليكمل مهامه . ودخل أحد الكشافة في حوار مع حاج من نيجيريا كان يتحدث معه باللغة الانجليزية وبطلاقة اقتربنا منه لنشارك في الحوار لكنه أنهي الحوار في وقت قصير جدا رغم أن الحاج قبل ذلك قد عانى كثيرا لأكثر من 6ساعات يبحث عن مخيمة لكنه عندما حضر إلى مركز الإرشاد التقى بالكشاف يوسف ناصر الدين من جوالة جامعة الملك سعود وزال حاجز اللغة ليستدل الحاج على مخيمه خلال الشرح على الخريطة مما حدا بالحاج بالذهاب إلى قائد الفرقة وتحدث إليه عن الجوال وطالب بضرورة تكريمه أمام زملائه وعندما علم الجوال بهذا الأمر قال : أنا أعمل لكسب رضى الله ، وأتشرف بخدمة الحجاج ولا أنتظر أي تكريم شخصي. //يتبع// 1230 ت م