استقبل الكشافة السعوديين الحجاج التائهين القادمين إلى مركزاهم بمشعر منى منذ ساعات الفجر الأولى من أول أيام التشريق بالحلوى والماء والمرطبات والتمور ، حيث بدأت عملية الإرشاد للجوالة بالطرق والمراكز الكشفية التي تلقت سيل من الحجاج القادمين من عرفة بين سائل عن مفقود لديه وأخر يبحث عن مقر سكنه . وكان الكشافة يعملون في المراكز بين دعاء ملهوف ، وعويل مفقود ، وأنين مريض ، وبكاء طفل في اليوم الأول في خيمة اللواء والاستقبال ، وبدأ الكشافة والجوالة يومهم بعزم وجد واجتهاد . والتقت " واس " مدير مركز الرئاسة العامة لرعاية الشباب محمد الدباسي الذي افتتح عمليات الإرشاد بمشاركته في أرشاد أول الحجاج الواصلين لأحد حجاج مؤسسة أفريقيا غير العربية وتحديد الحاج "نمرو جاران" من غانبيا باستخدام تقنية تحديد المواقع العالمي الGPS المعمول به بالمركز ، وأكمل الإرشاد بنجاح كبير اسهم في رفع معنويات الكشافة والجوالة وجعلهم يقبلون على الإرشاد بمعنويات عالية ، كما نقل لهم تحيات الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز ونائبه ،في بداية انطلاق عملية الإرشاد بالمركز . ورصدت وكالة الأنباء السعودية حضور اللغة الأنجليزية والفرنسية لدى الكشافة ولغة الإشارة أيضا في التحدث مع الحجاج التائهين . فيما تتبعت " واس " دوافع النشاط والحيوية التي يتمتع بها الكشافة السعوديين في الميدان في المشاعر المقدسة حيث أوضح القائد الكشفي بندر العبيدي أن أرشاد الحاج التائه يشعر الكشاف بارتياج ويسهم في رفع معنويات فتجده يقبل على العمل بحماس ، معبرا عن فخره واعتزازه بالمشاركة في هذا العمل الإنساني ، مشيرا إلى أنه يتولى في الاستقبال مهام شرح العنوان على الخريطة لبعض الحجاج . وقال : إن هذه المهمة أسمهت كثيرا في تحقيق الكثير من الفوائد في المحادثة باللغة الانجليزية مع الحجاج التائهين . وتنوعت القصص والمواقف الإنسانية للحجاج في تعاملهم مع الكشافة جسدت روح التعاون والصفاء على هذا الصعيد الطيب في المشاعر المقدسة .فقد روى الكشاف محمد ابو هادي من جده أنه قام بإيصال مجموعة حجاج سعوديين إلى مقر حملتهم فما كان منهم إلا أن قرروا مكافئته بمبلغ مائتا ريال ولكنه رفض بشده فطلبوا منه هاتف المسئول عن المركز حتى يبلغوه عن شهامة هذا الكشاف ، كذلك حادثة جميلة أخرى في ميدان الكشافة في خدمة ضيوف الرحمن بين هذه الحشود المليونية ، حيث قام الكشاف عبدالله العبسي من مكة بمساعدة حاج كان بصحبة والدته وهو يهم في دفع الكرسي المتحرك وقد بلغ منه التعقب والإعياء وماكان من الشاعر إلا أن قام بدفع العرب لمسافة بعيده جدا حتى إيصالهم إلى مخيمهم وعند وصول إلى المخيم تجمع جميع الحجاج وأخذوا بالدعاء بشكل جماعي لهذا الكشاف . // يتبع //