تصاعدت وتيرة الأزمة الدبلوماسية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وبلجيكا وذلك بعد يومين فقط من قرار الحكومة الكونغولية سحب سفيرها من بروكسل وغلق قنصليتها في مدينة انتويربن ثاني المدن البلجيكية. وقال مصدر بلجيكي في بروكسل ان السلطات الكونغولية طلبت رسميا من بلجيكا غلق اثنتين من قنصلياتها في كل من مدينة لومومباشي جنوب شرق الكونغو ومدينة بوكافو شرق البلاد. ويعتبر هذا الطلب آخر تطور في الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين بلجيكا ومستعمرتها السابقة بسبب التصريحات التي أدلى بها في وقت سابق وزير خارجية بلجيكا كارل ديغوت ووجه من خلالها انتقادات لاذعة لأداء الحكومة الكونغولية وخاصة في مجال إدارة الأموال العامة ومواجهة الفساد. وأخفقت كافة محاولات تهدئة الموقف بين البلدين حسب مصدر دبلوماسي في بروكسل. وعقدت الحكومة البلجيكية اجتماعا طارئا الليلة الماضية في بروكسل كرسته لمعاينة آخر تطورات العلاقات بين بلجيكا ومستعمرتها السابقة حيث تمتلك المؤسسات البلجيكية مصالح تجارية واقتصادية هائلة. وقال رئيس الحكومة البلجيكية ايف ليترم عقب الاجتماع ان حكومته ترغب في التطبيع مع جمهورية الكونغو الديمقراطية ولكنه لم يكشف عن أي خطوات محددة في هذا الاتجاه. ومن المقرر ان يتصل رئيس الحكومة البلجيكية اليوم الثلاثاء بالسلطات الكونغولية لتهدئة الموقف ولكن وزير الخارجية البلجيكي كارل ديغوت لا يزال مصرا على موقفه المنتقد لأداء حكومة كينشاسا.وقطع ديغوخت يوم أمس مشاركته في الاجتماع الدوري لوزراء خارجية التكتل الأوروبي بسبب تطورات الأزمة بين بلاده والكونغو. وقالت وكالة الأنباء البلجيكية /بلجا/ ان الحكومة البلجيكية أقرت في اجتماعها الطارئ بالطابع الجدي والخطير للازمة مع الكونغو. وبدأت الحكومة البلجيكية تشهد انقساما حادا بشان التعامل مع الكونغو بين جناحها الفلمنكي الذي ينتمي إليه وزيرالخارجية كارل ديغوخت المناهض للتعاون مع الكونغو وبين شقها الفرانكفوني الذي بدا في توجيه انتقادات حادة لمسلك رئيس الدبلوماسية البلجيكية..وباتت الإشكالية الكونغولية تتحول إلى مشادة طائفية في بلجيكا والتي تشهد خلافات محتدمة وأزمة مستمرة داخل الائتلاف الحكومي الهش القائم في بروكسل منذ اقل من ثلاثة أشهر . // انتهى // 0959 ت م