عقدت الحكومة البلجيكية في بروكسل وفي آخر تطور للازمة الدبلوماسية بين بلجيكا وجمهورية الكونغو الديمقراطية إجتماعا طارئا لمعاينة مستقبل العلاقات بين البلدين . وقال متحدث حكومي بلجيكي ان رئيس الوزراء ايف ليترم ووزير الخارجية كارل ديغوخت وعدد آخر من الوزراء شاركوا في هذا الاجتماع المصغر والذي انعقد بعد ساعات من إعلان كينشاسا استدعاء سفيرها في بروكسل بشكل فوري وغلق قنصليتها في مدينة انتويربن ثاني مدن البلاد. وأعلن نفس المتحدث ان الحكومة البلجيكية أخذت علما بالقرار الكونغولي وكلفت سفيرها في كينشاسا يوهانس سويسن بصياغة تقرير خاص حول هذه التطورات. وكانت الكونغو قررت تخفيض مستوى علاقتاها مع بلجيكا بعد تصريحات لوزير الخارجية البلجيكي والتي تعتبر الأولى من نوعها في غضون أسابيع قليلة وشن من خلالها هجمات لاذعة على أداء السلطات الكونغولية في مجالي حقوق الإنسان والفساد الإداري. ولكن المراقبين للعلاقات بين الطرفين يرون ان المشادة الحالية تعود لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى بين بلجيكا ومستعمرتها السابقة وخشية الأوساط الاقتصادية البلجيكية من ان تفقد بشكل سريع مجمل مواقعها في وسط القارة الإفريقية بسبب إحتدام المنافسة الصينية وبشكل غير مسبوق . وقال مصدر دبلوماسي بلجيكي ان تداعيات الحضور الصيني في إفريقيا باتت تثير قلقا متصاعدا بالنسبة لمجمل الدول الاوروبية وان نائب وزير الخارجية الصيني سيقوم بزيارة لبروكسل خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو المقبل في محاولة للتوصل الى بلورة صيغة تفاهم بين أوروبا والصين حول مستقبل التعامل مع الدول الإفريقية. ولا تضع الصين أي شروط في تعاملها مع الدول الإفريقية على خلاف السياسة المتبعة من قبل الدول والهيئات الاوروبية. وتركز الصين على مقايضة المواد الأولية الإفريقية مثل المناجم والمعادن مقابل تنفيذ مشاريع في مجال البنى التحتية الإستراتيجية مثل الطرق والجسور الى جانب المرافق العامة مثل المستشفيات والجامعات والقطاع الاجتماعي وهو ما لا تستطيع الدول الاوروبية القيام بسبب افتقادها لليد العاملة والتجهيزات الضرورية. وعلى صعيد آخر وضمن تطورات العلاقات البلجيكية الكونغولية أعلن في بروكسيل ان السلطات القضائية البلجيكية أعتقلت النائب السابق للرئيس الكونغولي جان بيار امبمبا وقررت تسليمه لمحكمة الجزاء الدولية في لاهاي بتهمة إرتكاب جرائم في جمهورية إفريقيا الوسطى خلال عامي 2002و2003م إبان إحتدام الحرب الأهلية هناك. ولا تربط الأوساط البلجيكية بين هذا التطور والمنحى المتوتر الحالي في علاقاتها مع الكونغو. //انتهى// 1026 ت م