اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد ال طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن وابتغاء مرضاته والعمل على طاعته واتباع اوامره واجتناب نواهيه داعيا فضيلته الى التفكر والتدبر في قصص القران الكريم وأخذ العبر منها 0 وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم انه في زمن الابتلاء والمحن وحين تكثر على الأمة الفتن ويتسرب الياس على النفوس تحلو قراءة التاريخ وتجلو سنن الله في الكون عبر قصص الأوليين وعبر السالفين مشيرا فضيلته الى انه لما استضعف المسلمون في مكة وتكبر المشركون بقوتهم وكيدهم انزل الله تعالى بمكة سورة تضع الموازين الحقيقية للقيم والنصر والظفر والعاقبة والادانة وهي سورة تقرر ان هناك قوة واحدة في الوجود هي قوة الله له الخلق والامر وان هناك قيمة واحدة مطلقة هي قيمة الايمان فمن كانت قوة الله معه فلا خوف عليه ولوكان مجردا من كل مظاهر القوة ومن كانت قوة الله عليه فلا امن له ولا طمانينة ولو ساندته جميع القوى مبينا فضيلته انها سورة نزلت في زمن الضعف والقلة باسلوب قصصي ليس له مثيل انها سورة القصص 0 واضاف فضيلته انها إرادة الله التي بينها من اول القصة وتوالت فصولها في احداث عجيبة حتى تمت كلمة الله ونفذ أمره وحقت مشيئته موضحا فضيلته ان نبي الله موسى عليه السلام قد ذكر في القران الكريم في 136 موضعا فما ذكر اسم نبي ولا ملك اكثر منه ولا تحدث الوحي عن امة من الامم الاولى كما تحدث عن بني اسرائيل ولقد جاء ذكرهم في سور الانعام والاعراف والاسراء وطه ويونس وهود وكل هذه الصور مكية بالإضافة الى سور اخرى مدنية 0 وأكد الشيخ الدكتور ال طالب ان هدايات القران الكريم اعظم مغزى واطول رؤية مشيرا الى ان هذا التاريخ المتلو يحوي في طياته العناصر الحقيقية لقيام الامم واستقلالها وازدهار حضارتها كما يحوي العناصر الحقيقية لانهيار الامم وذهاب ريحها موضحا فضيلته ان القصص القراني من ابلغ الوسائل لتربية الافراد والجماعات وبين فضيلته ان المسلمين المستضعفين في مكة بحاجة الى ان يعرفوا كيف تحول شعب كامل من ذل هائل الى عز وتمكين وكيف تبلغ الامم هذه الغاية الكريمة اذا نفضت غبار الذل والهوان واسلمت قيادها لله رب الاكوان مشيرا فضيلته الى ان بني اسرائيل كانوا شعبا تذبح صبيته وتستحيا نسوته ويستعبد عامته 0 // يتبع // 1537 ت م