اوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال في خطبة الجمعة اليوم بالحرم المكي الشريف للناس في حياتهم ولع بالغ بالقصة وحب لصيق متمكن من قلوبهم وعواطفهم لان المعاني تتناسق من خلال القصة تناسقا مقترنا بالاحداث والوقائع في سلسلة متتابعة من الاخبار حتى تصير مثل صورة محسوسة داعية النفس الى حب الاستطلاع لمعرفتها وتتبع احداثها حتى ترسخ في النفس فتكون بذلك أبلغ من الأسلوب الخطابي والسرد الكلامي لأنها اسلوب رفيع يصغي اليه السامع وترسخ عبرها في النفس بشغف وينفذ الى المشاعر بسهولة لا تحمل معها كللا ولا مللا فيحصل من خلالها التعليم والخبر في آن واحد . وأبان فضيلته أنه صار للقصة في عصرنا الحاضر أدب وفن ولغة خاصة بها غير أن الوحي الالهي قد تفرد بالقصص الحق فانزل الله للناس احسن القصص الذي يخبر الله به عن أحوال الأمم والنبوات السابقة ويظهر ما تتضمنه من حقائق وعبر بقصد إعلام الناس ودفعهم الى التفكر فيها مشيرا الى ان ما من قصة في القران الكريم الا وهي مسوقة لتأكيد مبدأ نبيل او اصل شرعي او لهما معا وفي المقابل تأتي لابطال خلق دنيئ واصل فاسد ونهج مقبوح . وأفاد أن القصص القراني برمته وسيلة عظمى من وسائل التربية وتوثيق الايمان في النفوس ومصدر داعم للفرد والجماعة لتذكر أيام الله التي يداولها بين الناس لافتا الى ان المسلمين المتأملين حينما يتلون القصص القراني فانهم يخالدهم شعور حاضر مع القصة وأن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة الى ان تعمق فهمها وادراكها للقصص القراني لتنهل منه اساليب العراك مع الحياة والطرق الموصلة الى خلافة الله في ارضه من خلال اقامة دينه والثبات عليه والوقوف بعزم وحزم امام الدعوات المعادية له والزوابع المستهزئة به او بشئ من اصوله وادابه النبيلة مؤكدا أن الأمة التي استطاعت أن ترى ما فوق القمر ليجب عليها ان لا تعمى عن ابصار القصص الحق في كتاب ربها وان لا تبحث عن النور في اي ظلمة وقبس القران بين يديها وان لا تكون كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء محمول فوق ظهورها . وتعجب فضيلته من ان يكون من امة هذا الكتاب العظيم من ينحرف في فهمه للقصص القراني فلا يراه الا نوعا من الفن التصويري القصصي الذي لا يقتضي صحة الوقوع بل يرونه نوعا من التخييل الداعي الى التشويق المراد منه التمثيل لا الحقيقة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . ووصف فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام القصص القراني بأنه من أحسن القصص وأصدقها وأبلغها مشيرا الى أنها داعية الى الاعتبار والأذكار ومما يزيد هذا القصص جلالا انه حق وواقع دون ادنى شك فيه قصص رباني وكلام الاهي لا ريب فيه هدى للمتقين لم يخترع تلك القصص خيال قصاص بل هي قصص يزلزل الفؤاد ويشيب بالناصية ويأخذ بلب اللبيب كل مأخذ . إن له لحلاوة وان عليه لطلاوة وإنه الحق وما هو بالهزل . وقال فضيلته إن من أراد ان يدرك أثر القصص على النفس فاليبصر حال المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما أسفر له صبح مشيب وقد الم الشيب بلحيته ترى فيه هيبته ووقاره يسأله ابو بكر رضي الله عنه فيقول له يا رسول الله ما شيبك قال / شيبتني هود والواقعة وعم يتسألون واذا الشمس كورت /. وبين فضيلته ان تتبع القصص القراني وتأمله والوقوف عند احاده وتدبر أحوال الأمم السالفة كيف قامت وكيف فنت يعود بثروة طائلة من العبر والعظات تزيد العبد معرفة بربه ويقينا بقدرته وعظمته . // يتبع // 1549 ت م