اوصى فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل حق التقوى وان يعدوا لمطايا المنايا ما يدوم ولايبلى وان يعلموا ان التقوى هي سر نور القلوب ومعراج النفوس الى خلاقها وان يتزودوا فان خير الزاد التقوى0 وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام اليوم / اننا نستجلي من احكام شريعتنا عبرا وعظات و ان الباريء جل في عليائه قد قضى في الكون والبرية سننا ثابتة حتمية لايعروها على كر الدهور والاعوام انثلام ولايفصمها على دول الامم والاقوام نقص0 برهان ذلك قول الحق تبارك وتعالى //فهل ينظرون الا سنة الاولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا // وهذه السنن الالهية على قسمين سنن خارقة وسنن جارية وهي ضربان كونية طبيعية واجتماعية انسانية 0 قد ساق لنا القران الكريم منها صنوفا وانواعا واحلها امما واشياعا دون ان تتاخر عن ميقاتها ساعة وذلك الى قيام الساعة مهما تجبر الباغون وعصى العاصون فلا محاباة فيها لحسب ولا مراعاة لنسب// . واضاف فضيلته // من اعتبر احوال العالم قديما وحديثا وما يعاقب به من يسعى في الارض بالفساد وسفك الدماء بغير حق واستهان بحرمات الله علم ان النجاة في الدنيا والاخرة للذين امنوا وكانوا يتقون //انها حقائق واخبار ليست تكهنات واستنتاجات او تحليلات وتخبطات لايبصر صاحبها اكثر من موطيء قدمه ولايدرك سنن الله في كونه وخلقه ولايحسن التلقي عنه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم //. وتابع يقول // ومن سنن الله التي نضعن في مرابعها ونستنبط الدروس فيها من منابعها سنة التغيير والتبديل واصلها قوله عز اسمه// ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم //ويلوح من اشراق هذه الاية ان من سنة الله في الحياة الانسانية ان لايغير الله عزة او ذلة كثرة او قلة نقمة او بؤسا رخاء او انسا مكانة او مهانة نصرا وتمكينا او عزيمة وتوهينا الا اذا غير الناس من احوالهم وفعالهم تجاه خالقهم حمدا او ذما فاذا ما مارس اقوام الانحراف والضلال واستخفوا بالعقيدة والقيم والفضيلة والكرمات وانغمسوا في المحرمات والموبقات وقادتهم شهواتهم الى الخبائث والرذائل عاجلهم العزيز الحكيم بالهوان // 0 وأشار فضيلته إلى قصص الامم الغابرة التي انحرفت عن منهج الله وكيف ان الله عاجلهم بفصل القوام واحالهم الى انقضاء واعد اثارهم واخبارهم ونقلهم بشؤم تغييرهم ومعاصيهم من الرخاء الى الوصاب انها لايات ونذر كي نتعظ وننتصح فهل من مدكر مسترشدين على تلك السنة الربانية التي اوعد ووعد بمقتضاها الديان وبما تحمل من عناصر القوة الانسانية والشمول والواقعية انها هي مطيتنا الى صلاح احوالنا . // يتبع // 1627 ت م