أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل والتزام طاعته واجتناب نواهيه والنصح للمسلمين والاشفاق عليهم . وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام // ان النفرة والتدابر هي سمة من سمات المجتمعات المنفكة ومعرة كبرى تاسف لها قلوب المشفقين من ذوي البصائر . وان قلة الانصاف هو معول من معاول تقويض البناء للصرح الاسلامي الشامخ . .أما النقد الموجه والنصح الهادف الموافق لمراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم فهما لبنتان من لبنات الحصن العزيز للمجتمع المسلم المتكامل الذي تجتمع القلوب فيه على رعاية الصالح العام الخاضع لرضى الله عز وجل لا رضى الاهواء والشهوات والانفس التي تالف ما يسخط الله لا ما يرضيه // 0 ورأى فضيلته أن لكل رامق بعين البصيرة ان يقرر حكمه على المجتمعات المسلمة سلبا وايجابا من خلال ما يشاهده في السلوك العام والانماط التي تخضع للمعايير التي ذكرها مشيرا الى ان الفرق واضح والبون شاسع بين مجتمع تغشاه النصيحة على قبول وترحاب وبين مجتمع اخر يجعل اصابعه في اذانه ويستغشي ثيابه ويصر ويستكبر استكبارا لافتا النظر إلى أن مبايعة الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم قائمة على ركائز عظمى ومبررات جليلة كان من اهمها بذل النصح للمسلمين والاشفاق عليهم والحرص لهم 0 وأكد فضيلته على أهمية النصح وقال // ان النصح كلمة يعبر بها عن جملة هي ارادة الخير للمنصوح له . فاصل النصح هو الخلوص والصفاء والصدق وعدم الغش ولذا كان لزاما على كل مجتمع مسلم ان يجعل لهذه الشعيرة محلا واسعا في حياته واهتماما بالغا لايقل مستوى عن الاهتمام بالجوانب الصحية والامنية والمعيشية . فلاخير في مجتمع آذان ذويه كالاقماع يدخلها النصح من اليمين فلا يلبث ان يخرج من اليسرى //. ونبه فضيلته من استنكاف المجتمعات والافراد عن بذل النصح والتقويم مبينا انه سبب للعوج والتيه في الدنيا والعقوبة والمقت من رب العالمين في الاخرة منبها من النفرة من اصوات الناصحين المخلصين لله . وبين ان النصح بين المسلمين افرادا ومجتمعا يعد امارة من امارات الاهتمام في الصلاح والاصلاح وباحياء الشعيرة المفروضة شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في واقع حياتهم وبيان حجة اهل السنة والجماعة وجهادهم لنصرة الحق بالقلم واللسان . // يتبع // 1844 ت م