يستمر الجدل حول المهمة التاريخية التى حققها كريستوف كولون باكتشاف القارة الامريكية بسبب الحديث عن مكتشفين اخرين سبقوه من الصين وسكان أوروبا الشمالية وانتقل ليشمل بقاياه العظمية حيث تدعى كل اسبانيا وجمهورية الدومنيكان أنه مدفون فى أراضيها0 وبقى مكان دفن هذا المستكشف الكبير لغزا من ألغاز التاريخ فجمهورية الدومنيكان تؤكد أن كولون مدفون فى احدى كاتدرائيتها بسانتو دومنغو وذلك نزولا عند رغبته وتوصيته فى حين تؤكد كاتدرائية اشبيلية أن بقاياه موجودة لديها بعدما نقلت من هذا البلد الواقع فى أمريكا الوسطى منذ قرون0 وأعلنت لجنة علمية من كلية غرناطة للطب الليلة الماضية أن الفحوصات على الحامض النووى التى أجرتها على بقاياه العظيمة وقارنتها مع بقايا شقيقه الاصغر دييغو الموجود قبره فى اشبيلية أكدت أنها متشابهة0 وتعتبر كلية الطب فى غرناطة الاكثر تطورا فى العالم بشأن تحليل الحامض النووى0 وتزامن الاعلان مع الذكرى خمسمائة لرحيل كولون والتى حلت يوم أمس 0 وكان هذا الاعلان كافيا لتفجير احتجاجات قوية فى جمهورية الدومنيكان0 فكاردينال كاتدرائية سانتو دومنغو اعتبر الاعلان الاسبانى عارى من الصحة وصرح أن /التاريخ أثبت أن كولون مدفون فى كاتدرائية سانتو دومنغو فقد توفى فى بلد الوليد فى اسبانيا ولكن نقل الى الدومنيكان بناء على توصيته التى لا يشك فيها المؤرخون واذا أرادت اسبانيا أن تدعى شرف ذلك فلتشكل لجنة علمية دولية وليس لجنة علمية مكونة من اسبان فقط ومنحازين بطبيعة الحال لاطروحة بلادهم/0 والمثير أن هذا الصراع لا يقتصر فقط على المجال العلمى والتأريخ فاذا تأكد أن بقايا كولون مدفونة فى اسبانيا فوقتها ستخسر جمهورية الدومنيكان الكثير من السياح الذين يقصدون هذا البلد لزيارة قبر كولون وسيتحول عشاق التاريخ الى زيارة اشبيلية الاسبانية0 ووسط هذه المواجهة العلمية ذات الخلفية السياحية يؤكد مؤرخ من جمهورية الدومنيكان وهو كارلوس دوبال أن بعض الوثائق التاريخية تفيد أن بقايا كولون كانت فى صناديق صغيرة متعددة ونتيجة الاضطرابات التى شهدتها الدومنيكان وخاصة بعد تحولها من مستعمرة اسبانية الى فرنسية واحراق الكاتدرائية جرى انقاذ البقايا العظمية جزء منه تم نقله الى كوبا ومنها الى اشبيلية وجزء اخر بقى فى الدومنيكان0 وهكذا فكريستوف كولون يبقى من ألغاز التاريخ اختلاف حول مكان ولادته بين ايطاليا واسبانيا وتضارب بين المؤرخين اذا ما كان أول من وصل الى القارة الامريكية أم لا ويستمر الخلاف حول مكان دفته0 // انتهى //